الخميس, 2 أكتوبر 2025 11:20 PM

اتفاقية سورية عراقية طموحة لتطوير معمل أسمنت حماة وزيادة إنتاجه

اتفاقية سورية عراقية طموحة لتطوير معمل أسمنت حماة وزيادة إنتاجه

وقعت وزارة الاقتصاد والصناعة السورية مذكرة تفاهم مع مجموعة "فيرتكس" العراقية للاستثمارات، تهدف إلى إعادة تأهيل وتطوير وتشغيل الخط الثالث في معمل أسمنت "حماة".

تهدف المذكرة إلى رفع الطاقة الإنتاجية من 3300 طن يوميًا إلى 5000 طن يوميًا من مادة "كلنكر" خلال 13 شهرًا من تاريخ توقيع العقد. كما تتضمن إنشاء خط إنتاج جديد بطاقة تصل إلى 6000 طن يوميًا، ما سيرفع إجمالي الطاقة الإنتاجية للمعمل إلى حوالي 11 ألف طن يوميًا خلال السنوات الخمس المقبلة.

وذكرت الوزارة أن المذكرة تنص أيضًا على تدريب وتأهيل الكوادر العاملة وتطبيق أعلى معايير الجودة والالتزام بالمعايير الدولية الخاصة بالبيئة والسلامة المهنية والأمن الصناعي، بهدف تعزيز تنافسية صناعة الأسمنت الوطنية.

محمود فضيلة، مدير المؤسسة العامة لصناعة وتسويق الأسمنت ومواد البناء (عمران)، صرح لعنب بلدي بأن هذا التوقيع مع الشركة العراقية يعتبر أهم الاستثمارات في قطاع الأسمنت على مستوى الوزارات، حيث يقدر حجم الاستثمار بحوالي 300 مليون دولار أمريكي خلال فترة قصيرة وبأعلى جودة.

وكشف فضيلة أن توقيع العقد مع الشركة العراقية سيتم خلال مدة لا تتجاوز الشهر من توقيع هذه المذكرة، وسيكون التعاون وفق نظام "BOT". وأشار إلى أن توقيع المذكرة سبقه دراسة أولية للطرح، ثم تطور إلى مذكرة تفاهم، وسيتبعها توقيع العقد بين الطرفين.

وكان باسل عبد الحنان، نائب وزير الاقتصاد والصناعة، قد أكد خلال اجتماعه مع وفد "فيرتكس" أن هذا الاستثمار يعكس أهمية تطوير الصناعات الاستراتيجية.

العقد الإماراتي لتطوير معمل “حماة”

في آب الماضي، تم توقيع اتفاق بين وزارة الاقتصاد والصناعة وشركة "A³&Co" الإماراتية المتخصصة في صناعة الأسمنت والاستدامة، بهدف تطوير قطاع الأسمنت في سوريا. وتضمن الاتفاق أيضًا تأهيل وتطوير خط الإنتاج الثالث في معمل أسمنت "حماة"، الذي أنشئ في عام 2009 بتقنية أمريكية حديثة.

وأوضح محمود فضيلة، مدير المؤسسة العامة لصناعة وتسويق الأسمنت ومواد البناء (عمران)، حينها لعنب بلدي، أنه تم اختيار هذا الخط لأنه الأكثر جدوى فنيًا واقتصاديًا مقارنة ببقية الخطوط، حيث يتميز بمرونته وقدرته على إنتاج أكثر من 12 صنفًا من الأسمنت وفق المواصفات السورية والأوروبية.

وأشار إلى أن العديد من المعامل الأخرى قديمة ومتهالكة، وانتهى عمرها الافتراضي، ما يجعل ضخ أموال إضافية فيها غير مجدٍ، خاصة أن بعض الشركات المصنّعة لمعداتها لم تعد موجودة.

الاتفاقية مع الشركة الإماراتية لا تقتصر على إعادة التأهيل الفني، بل تتضمن دورًا استشاريًا إستراتيجيًا، حيث تتضمن اعتماد الشركة مستشارًا استراتيجيًا لوضع خارطة طريق لتطوير الصناعة، واقتراح سياسات واستراتيجيات متوافقة مع المعايير العالمية للاستدامة، عبر إدخال تقنيات الأتمتة والتحكم الآلي والذكاء الاصطناعي، ورفع مستوى الإنتاجية والجودة.

كما يستهدف تدريب نحو 80 عاملًا ومهندسًا في معمل "حماة" بالتعاون مع وزارات الصناعة والبيئة، مع خطط لإيفاد مهندسين إلى الخارج ضمن بعثات تدريبية، إلى جانب مذكرات تفاهم مع شركات مصنّعة لتدريب الكوادر السورية.

وحول التضارب بين الاتفاقيتين الإماراتية والعراقية في مجال تدريب الكوادر، أكد فضيلة أنه لن يكون هناك أي تضارب، إذ أن الاتفاق مع الشركة الإماراتية يتضمن تدريبًا للكوادر في المواقع التي ما زالت تتبع للحكومة السورية كالخط الثاني في معمل "حماة".

وذكر فضيلة سابقًا لعنب بلدي أن عدد الخبراء المحليين المتخصصين في صناعة الأسمنت لا يتجاوز 30 مهندسًا، معظمهم من كبار السن، ما يجعل تأهيل كوادر شابة ضرورة حيوية.

وكان معمل أسمنت "حماه" قد أعلن في 17 تموز الماضي عن تركيب ماكينة تعبئة بصناعة ألمانية حديثة من طراز "هافر" تعمل بطاقة إنتاجية تصل إلى 120 طنًا في الساعة، وتعتمد نظام تعبئة دوّارًا متكاملًا، وفقًا لما صرح به مدير المعمل، عمار الشيخ، لوكالة الأنباء السورية (سانا).

مشاركة المقال: