الخميس, 2 أكتوبر 2025 04:00 PM

البيت الأبيض يحذر من تسريح وشيك لموظفين حكوميين مع استمرار الإغلاق الفيدرالي

البيت الأبيض يحذر من تسريح وشيك لموظفين حكوميين مع استمرار الإغلاق الفيدرالي

تعثرت الجهود المبذولة لوضع حد سريع للإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة يوم الأربعاء، بعد رفض مجلس الشيوخ لخطة تمويل مؤقتة اقترحها الجمهوريون بهدف حل الخلاف الحاد بين الرئيس دونالد ترمب والديمقراطيين. في غضون ذلك، حذر البيت الأبيض من عمليات تسريح "وشيكة" للموظفين الحكوميين.

بدأ الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة في الدقيقة الأولى من يوم الأربعاء، بعد فشل الكونغرس في تجاوز خلاف حول الموازنة خلال مفاوضات تعثرت بسبب مطالب الديمقراطيين بتمويل الرعاية الصحية.

لم يؤيد سوى 3 أعضاء ديمقراطيين النص الذي اقترحه الجمهوريون لتمديد تمويل الدولة الفيدرالية حتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني)، علماً بأنه كان بحاجة إلى 8 أصوات إضافية لبلوغ سقف الـ 60 صوتاً اللازمة لإقراره. وسارع الجمهوريون والديمقراطيون إلى تبادل الاتهامات بشأن الجمود الذي سيؤثر على مئات الآلاف من الموظفين الحكوميين وملايين الأميركيين الذين يعتمدون على الخدمات.

يأتي الإغلاق، الذي سيوقف العمل في العديد من الوزارات والوكالات الفيدرالية، في وقت عززت فيه الانقسامات العميقة في واشنطن المخاوف بشأن مدته وتداعياته.

حذرت المتحدثة باسم الرئاسة الأميركية، كارولاين ليفيت، من أن البيت الأبيض "يعمل مع وكالات على نطاق واسع لتحديد أين يمكن إجراء اقتطاعات... ونعتقد أن عمليات التسريح وشيكة".

هدد ترمب بمعاقبة الديمقراطيين وناخبيهم عبر استهداف أولوياتهم التقدمية والدفع باتجاه خفض كبير في عدد الوظائف في القطاع العام في أول إغلاق منذ الشلل الحكومي في ولايته السابقة.

وقال ترمب للصحافيين: "لذلك، سنسرح عدداً كبيراً من الأشخاص... هم ديمقراطيون، وسيكونون ديمقراطيين... كثير من الأمور الجيدة يمكن أن تأتي من عمليات الإغلاق".

أعلنت سفارات أميركية عدة على «إكس» أن حساباتها لن تُحدَّث إلا بـ "معلومات عاجلة للسلامة والأمن"، بينما ذكرت «ناسا» أنها باتت "مغلقة بسبب نقص في التمويل الحكومي".

بدأ توقف العمليات الحكومية عند الساعة 12.01 صباحاً (04.01) الأربعاء بعد محاولة حثيثة فشلت في النهاية في مجلس الشيوخ للمصادقة على مشروع قانون تمويل قصير الأمد أقره مجلس النواب.

أفاد زعيما الديمقراطيين في «الكونغرس» تشاك شومر وحكيم جيفريز، في بيان: "أغلق ترمب والجمهوريون الآن الحكومة الفيدرالية لأنهم لا يريدون حماية الرعاية الصحية للشعب الأميركي".

جاء في البيان، الذي نُشر فور انقضاء المهلة: "الديمقراطيون ما زالوا مستعدين لإيجاد مسار إلى الأمام لإعادة فتح الحكومة"، لكن هناك حاجة إلى "شريك ذي مصداقية".

لن يؤثر الإغلاق على القطاعات الحيوية مثل خدمة البريد والجيش وبرامج الرعاية الاجتماعية مثل الضمان الاجتماعي وبطاقات التموين.

لكن قد يوضع يومياً ما يصل إلى 750 ألف موظف في بطالة تقنية، ولن تدفع أجورهم حتى انتهاء الإغلاق، وفق مكتب الميزانية في الكونغرس.

يعد هذا الإغلاق الأول منذ أطول إغلاق في تاريخ الولايات المتحدة استمر 35 يوماً قبل نحو 7 سنوات خلال ولاية ترمب السابقة.

وبقيت الآمال بشأن التوصل إلى تسوية معلقة، منذ الاثنين، عندما فشل اجتماع في اللحظات الأخيرة في البيت الأبيض في تحقيق أي تقدم.

وقالت تيريز جونسون وهي مرشدة سياحية متقاعدة تبلغ 61 عاماً: "أعتقد أن حكومتنا بحاجة إلى تعلم كيفية العمل معاً من أجل الشعب والتوصل إلى طريقة لمنع حدوث أمور مثل هذه".

يواجه الكونغرس مهلاً نهائية للموافقة على خطط الإنفاق، وغالباً ما تكون المفاوضات متوترة، لكن عادة ما يتم تجنب الإغلاق.

ويسعى الديمقراطيون الذين يشكلون أقلية في مجلسي الكونغرس، إلى إثبات أنهم قادرون على التأثير على الحكومة الفيدرالية بعد 8 أشهر من بدء ولاية ترمب الثانية التي شهدت تفكيك وكالات حكومية.

ومع تصاعد السجال بشأن الإغلاق، أطل نائب الرئيس، جي دي فانس، من البيت الأبيض في إحاطة تولاها بدلاً من ليفيت وجه فيها انتقادات للديمقراطيين.

وقال فانس إن الديمقراطيين اشترطوا لإنهاء الإغلاق "توفير تمويل بمليارات الدولارات للرعاية الصحية لمهاجرين غير نظاميين"، واصفاً الاقتراح بأنه "سخيف".

ويحظر القانون الأميركي تلقي المهاجرين غير النظاميين منافع الرعاية الصحية التي يطالب بها الديمقراطيون، ولم يطلب الحزب من الكونغرس تعديل القوانين.

يضاف تهديد ترمب بخفض مزيد من الوظائف إلى المخاوف المنتشرة أصلاً بين موظفي الإدارات الفيدرالية، التي أثارتها عمليات تسريح واسعة النطاق أقرتها «هيئة الكفاءة الحكومية» التي كان يرأسها إيلون ماسك في وقت سابق من هذا العام.

وبعد بدء الإغلاق، كتب رئيس مجلس النواب، الجمهوري مايك جونسون، على «إكس»: "إلى متى سيسمح تشاك شومر بتواصل هذا الألم من أجل دوافعه الأنانية؟".

وأضاف: "النتائج: أمهات وأطفال يخسرون برنامج التغذية التكميلية الخاصة للنساء والرضع والأطفال، وجنود سابقون يخسرون الرعاية الصحية وبرامج منع الانتحار. الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ تعاني من نقص خلال موسم الأعاصير. سيبقى الجنود وعناصر إدارة أمن النقل دون رواتب".

من جانبها، كتبت المرشحة الديمقراطية السابقة للرئاسة كامالا هاريس، على «إكس»، أن الجمهوريين هم المسؤولون عن البيت الأبيض ومجلسي الكونغرس.

وأضافت هاريس التي شغلت في الماضي منصب نائبة الرئيس: "هم وراء هذا الإغلاق".

وصوت جميع الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تقريباً ضد إجراء مرره مجلس النواب يسد لـ 7 أسابيع فجوة التمويل قبل مهلة منتصف الليل النهائية.

أغلقت الحكومة الفيدرالية 21 مرة منذ عام 1976 عندما طبق الكونغرس عملية الميزانية الحديثة.

بدأ أطول إغلاق في 22 ديسمبر (كانون الأول) 2018 عندما وجد الديمقراطيون وترمب أنفسهم أمام طريق مسدود، على خلفية مبلغ قدره 5.7 مليار دولار طالب به الرئيس من أجل جدار حدودي في ولايته الأولى.

مشاركة المقال: