الخميس, 2 أكتوبر 2025 03:59 PM

في كوباني: إقبال متزايد للمزارعين على الطاقة الشمسية لتوفير مياه الري

في كوباني: إقبال متزايد للمزارعين على الطاقة الشمسية لتوفير مياه الري

فتاح عيسى ـ كوباني

تشهد مدينة كوباني في السنوات الأخيرة توجهاً ملحوظاً من قبل المزارعين نحو استخدام منظومات الطاقة الشمسية في الزراعة، خاصة للمحاصيل الصيفية. ويعود ذلك إلى الارتفاع الكبير في أسعار مادة المازوت وصعوبة الحصول عليها، بالإضافة إلى التكاليف الباهظة المترتبة على استخدام المضخات والمولدات التقليدية.

بدر هوشان، وهو مزارع من ريف كوباني يبلغ من العمر 30 عاماً، صرح لنورث برس بأن التكلفة العالية لشراء منظومة الطاقة الشمسية لم تثنِ المزارعين عن الإقبال عليها، لأنها تضمن لهم استقراراً في عملية الري لسنوات طويلة.

وأوضح هوشان أن المحاصيل الصيفية مثل السمسم والجبس والذرة لا تحظى بدعم مادة المازوت، مما يجبر المزارعين على شرائها بالسعر الحر، وهو ما يتجاوز قدرتهم المالية. وأضاف أن هذا الأمر دفعهم إلى تركيب منظومة الطاقة الشمسية كحل ضروري لتأمين مياه الري.

راحة للمزارع لعدة سنوات

يرى هوشان أن منظومة الطاقة الشمسية توفر الراحة للمزارع لمدة تزيد عن خمس سنوات، إلا أن الاعتماد عليها في فصل الشتاء غير كافٍ، مما يستدعي توفير مادة المازوت لدعم المزارعين خلال الموسم الشتوي.

من جانبه، اضطر محمد أمين، وهو مزارع من ريف كوباني يبلغ من العمر 50 عاماً، هذا العام إلى الاقتراض لتركيب منظومة الطاقة الشمسية بتكلفة بلغت ستة آلاف وخمسمائة دولار، وذلك لري خمسة هكتارات من أرضه.

كفاءة عالية للري صيفاً

أفاد أمين لنورث برس بأن استرداد قيمة المنظومة قد يستغرق سنتين أو ثلاث سنوات، لكنها تعمل بكفاءة عالية في فصل الصيف، خاصة في ظل غياب دعم الإدارة الذاتية للمحاصيل الصيفية بمادة المازوت.

وأضاف أمين أن الاعتماد على مادة المازوت في الري سابقاً كان يثقل كاهل المزارعين، حيث أن كل برميل مازوت يكلف مليون ليرة ويكفي للري ليوم واحد فقط، بالإضافة إلى الأعطال المتكررة للمضخات وتكاليف صيانتها المرتفعة التي قد تصل إلى ألف دولار في بعض الأحيان.

أوفر للمزارع صيفاً

أشار أمين إلى أن منظومة الطاقة الشمسية تعتبر أوفر من حيث التكلفة وتمنح استقراراً أكبر في العمل، منوهاً إلى أن فعاليتها تنخفض خلال فصل الشتاء، مما يضطر المزارع إلى الاعتماد مجدداً على مادة المازوت.

بدوره، ذكر باسل الحسين، وهو مزارع من ريف صرين يبلغ من العمر 24 عاماً، أنه قام بتركيب منظومة الطاقة الشمسية منذ حوالي ثلاث سنوات لري ثمانية هكتارات من الذرة والسمسم.

وأوضح الحسين لنورث برس أن هذه التجربة وفرت عليه أعباء المازوت وأعطال المولدات، على الرغم من أن تكلفة تركيبها بلغت عشرة آلاف دولار، مشيراً إلى أن سعر المنظومة يختلف باختلاف عدد الألواح وحجمها.

ويرى الحسين أنه على الرغم من ارتفاع تكاليف تركيب منظومة الطاقة الشمسية للري، إلا أنها تبقى أفضل من تكاليف الصيانة المتكررة للمضخات.

وأكد الحسين أن المزارعين يستفيدون من الطاقة الشمسية في الصيف بشكل كبير، حيث تُزرع محاصيل كالذرة والجبس والسمسم والقطن والخضار، بينما يظل الاعتماد على المازوت ضرورياً في فصل الشتاء، حيث تقل ساعات سطوع الشمس.

تحرير: معاذ الحمد

مشاركة المقال: