أعلن مدير إعلام قيادة الحدود العراقية، حيدر الكرخي، عن تنفيذ خطة لإقامة جدران كونكريتية على الحدود مع سوريا بإشراف مباشر من قيادة قوات الحدود. يأتي هذا الإجراء ردًا على تقارير إعلامية من وسائل إعلام مقربة من "الإدارة الذاتية" في شمال شرق سوريا، والتي ذكرت أن حكومة "إقليم كوردستان" في العراق تقوم ببناء جدار بارتفاع 3 أمتار وعرض 75 سنتيمترًا على الحدود مع شمال شرق سوريا.
وأكد الكرخي في حواره مع وكالة "رووداو" أن الخطة تهدف إلى تحصين كامل المثلث الحدودي بين العراق وتركيا وسوريا بجدار كونكريتي يمتد من حدود "ربيعة" إلى معبر "فيشخابور". وأشار إلى وجود تنسيق كامل مع حكومة إقليم كوردستان العراق لتنفيذ هذا المشروع ومراقبة الحدود مع تركيا وجزء من الحدود مع سوريا.
يبلغ طول الحدود العراقية مع سوريا 618 كيلومترًا، ومع تركيا 335 كيلومترًا، ومع إيران 1420 كيلومترًا. وكانت قيادة قوات الحدود العراقية قد أكدت في وقت سابق أن حدودها محمية بالكامل ولا يوجد أي خطر يهدد العراق من جهتها، مشيرة إلى أن 99% من الحدود العراقية مراقبة بالكاميرات، مع استمرار بناء الجدران الكونكريتية.
كما أشارت القيادة إلى تأمين الحدود مع سوريا بصبات كونكريتية، والعمل على مدها لمسافة 100 كيلومتر أخرى، مؤكدة أن المعمل المنتج للصبات سيستمر في العمل حتى تأمين جميع الحدود العراقية مع سوريا بصبات قوية ومحكمة. وكشفت عن حفر خنادق على امتداد الحدود مع سوريا خلف الجدار الكونكريتي، بالإضافة إلى مراقبتها بواسطة الطائرات المسيرة بشكل يومي، حيث يمكن لكل طائرة مسيرة مراقبة مساحة 80 كيلومترًا.
وأوضحت أن قوات الحدود تتمركز في الخط الأمامي، وخلفها تتمركز قوات الجيش والحشد الشعبي العراقي.
نفي لمنع السوريين
نفى مدير إدارة الشؤون العربية في وزارة الخارجية والمغتربين السورية، محمد الأحمد، منع دخول السوريين إلى العراق، وذلك في تصريح نشره عبر "إكس". وجاء ذلك بعد تداول أخبار على منصات التواصل الاجتماعي تفيد بمنع دخول السوريين إلى العراق، حتى حاملي التأشيرات الدائمة والمؤقتة.
من جانبه، أكد الناطق باسم اللجنة الأمنية العليا للزيارات المليونية، العميد مقداد ميري، أن الأخبار المتداولة بشأن منع دخول السوريين إلى العراق لا أساس لها من الصحة. وأكدت اللجنة أنه يُسمح لجميع الأشخاص الحاصلين على تأشيرات، سواء كانت لأغراض السياحة أو الزيارة، بالدخول إلى الأراضي العراقية بصورة طبيعية وفق الإجراءات القانونية المعتمدة، وحثت وسائل الإعلام والمواطنين على تحري الدقة وعدم الانجرار وراء الشائعات.
وكانت وسائل إعلام عراقية محلية قد نقلت عن مصادر حكومية أن رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، "وجّه بالفعل قرارًا بمنع دخول المواطنين السوريين إلى الأراضي العراقية بشكل كامل خلال الزيارة الأربعينية للإمام الحسين"، ضمن إجراءات أمنية وإدارية مؤقتة.
العلاقة السورية- العراقية
شارك وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، ممثلًا عن سوريا في القمة العربية الـ34 في بغداد، وغياب الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، في ظل معارضة من قوى سياسية بارزة، خاصة حزب "الدعوة الإسلامية" بزعامة نوري المالكي.
في المقابل، عبّر المتحدث باسم الحكومة العراقية، باسم العوادي، عن رغبة بلاده في تعزيز التعاون الجاد مع الحكومة السورية، مشيرًا إلى أن العراق كان من أوائل الدول التي أبدت اهتمامًا بالتطورات الجديدة في سوريا، وأكد على التوجه العراقي الجاد بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا، واحترام نتائج المعادلة السياسية الجديدة التي أفرزها الواقع السوري، إلى جانب قبول إرادة الشعب السوري وإدارته الحالية.