الأحد, 28 سبتمبر 2025 06:08 PM

تزايد مقلق: سرطان الزائدة الدودية يصيب الشباب ويكسر حاجز الندرة

تزايد مقلق: سرطان الزائدة الدودية يصيب الشباب ويكسر حاجز الندرة

لطالما اعتُبر سرطان الزائدة الدودية من الأورام النادرة، حتى أن العديد من الأطباء قد لا يشخصونه إلا مرات قليلة خلال حياتهم المهنية، وغالباً ما يصيب كبار السن. لكن دراسات حديثة تكشف عن اتجاه مقلق يتمثل في تزايد حالات الإصابة، مع تسجيل نسب ملحوظة بين الأشخاص في الثلاثينيات والأربعينيات وحتى في أعمار أصغر.

الزائدة الدودية، وهي جيب صغير متصل بالأمعاء الغليظة، تشتهر عادةً بالتهابها الحاد، ولكن قد يتطور فيها ورم خبيث دون اكتشافه مبكراً. وتشير دراسة حديثة إلى ارتفاع ملحوظ في عدد الحالات بين مواليد ما بعد سبعينيات القرن الماضي. ورغم أن المرض لا يزال نادراً جداً (إذ يصيب بضعة أشخاص فقط من كل مليون سنوياً)، إلا أن الأبحاث تشير إلى أن معدلات الإصابة تضاعفت ثلاث إلى أربع مرات بين الأجيال الشابة مقارنة بالأجيال الأكبر سناً.

تكمن خطورة هذا السرطان في صعوبة تشخيصه، حيث غالباً ما يمر دون أعراض واضحة. آلام خفيفة في البطن، وانتفاخات، أو تغيرات في حركة الأمعاء قد تبدو أعراضاً عابرة، وغالباً ما يتم اكتشاف المرض بالصدفة بعد إجراء عملية الزائدة، مما يقلل من فرص التدخل المبكر. ونظراً لندرته، لا توجد حتى الآن برامج فحص روتينية، كما أن الوسائل التصويرية المعتادة لا تقدم دلائل قاطعة.

تشير الدراسات إلى أن هذه الزيادة بين الشباب تندرج ضمن نمط أوسع يشمل أيضاً ارتفاع معدلات سرطان القولون والمعدة. وتُطرح عدة تفسيرات محتملة، بما في ذلك العوامل الوراثية، وأنماط الحياة الحديثة، والتلوث البيئي، والتغيرات في بكتيريا الأمعاء. ويُشتبه بشكل خاص في أن الاستخدام المتزايد للمضادات الحيوية قد يخل بالتوازن الميكروبي في الأمعاء، مما قد يساهم في زيادة المخاطر، على الرغم من أن هذا الرابط لم يثبت بعد بشكل قاطع.

ينصح الأطباء باتباع نمط حياة صحي يعتمد على الغذاء المتوازن، والنشاط البدني المنتظم، والحفاظ على وزن صحي، وتجنب التدخين والإفراط في الكحول. ورغم أن هذه الخطوات لا تضمن الحماية الكاملة من الإصابة، إلا أنها تعزز الصحة العامة. وفي الوقت نفسه، يواصل الباحثون العمل على فهم أسباب هذا الارتفاع الغامض بين الأجيال الشابة، بهدف تطوير وسائل أفضل للكشف المبكر وخيارات علاجية أكثر فعالية.

مشاركة المقال: