الأحد, 28 سبتمبر 2025 01:23 AM

كنوز درعا: "الرانات" الرومانية.. تحف فنية وقبور ملكية في المتحف الوطني

كنوز درعا: "الرانات" الرومانية.. تحف فنية وقبور ملكية في المتحف الوطني

يضم المتحف الوطني في درعا مجموعة مميزة من "الرانات"، وهي منحوتات حجرية بازلتية تعود إلى العصر الروماني. "الران" عبارة عن تجويف أو فراغ في الصخر يُغلق بإحكام، كان يُستخدم لحماية دفين أو ممر تحت الأرض، ويُعتبر من الرموز الهامة في علم الدفائن للإشارة إلى كنوز ثمينة.

أوضح الدكتور محمد خير نصر الله، رئيس دائرة آثار درعا، أن اسم "الرانات" بالفرنسية هو (ساركو فاج)، وهي عبارة عن قبور فردية كانت تُستخدم لدفن الشخص مع ممتلكاته الجنائزية الثمينة، بالإضافة إلى أدوات زجاجية أثرية، بما في ذلك ما يُعرف بـ "المدامع"، التي ترمز إلى دموع المحبين للمتوفى، وتنتقل معه كنوع من التعويذة.

وأشار إلى وجود العديد من هذه التوابيت المنحوتة في الصخر البازلتي في المتحف الوطني بدرعا. تحمل بعض هذه التوابيت زخارف إنسانية ونباتية وحيوانية منحوتة بدقة على سطحها الخارجي. فعلى سبيل المثال، يظهر على أحدها مجسم نافر لـ (كيوبيد)، إله الحب عند الرومان، الذي كان يُعتبر من الآلهة الرومانية المعروفة. كما تحمل بعض التوابيت مجسمًا نصفيًا للجزء العلوي من جسد المتوفى، سواء كان ذكرًا أو أنثى. هذه التوابيت لم تكن مخصصة للفقراء، الذين كانوا يُدفنون في مدافن عادية، بل كانت مخصصة للأشخاص المرموقين في المجتمع. يعكس نوع الزخرفة وجودتها مكانة الشخص المتوفى. بعض التوابيت تحمل منحوتات لحيوانات، مثل وجه الأسد.

يتكون التابوت، كما ذكر رئيس الدائرة، من مكان للدفن يزن ما بين 2 و 2.5 طن، وغطاء من نفس الحجر البازلتي يزن ما بين 500 و 700 كيلوغرام.

جدير بالذكر أن بعض المنازل في حوران كانت تحتوي على أحد هذه "الرانات"، التي كانت توضع في أرض الدار وتُملأ بالماء لاستخدامه في الأغراض المنزلية أو لسقاية المزروعات والماشية. وقد قام بعض أصحاب هذه "الرانات" بإهدائها إلى دائرة آثار درعا لعرضها ضمن القطع الأثرية الأخرى في المتحف الوطني بدرعا.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

مشاركة المقال: