شهدت نقابة أطباء حلب تطورات متسارعة خلال الأيام الماضية، وصلت إلى ذروتها بإغلاق مقرها، وذلك عقب سلسلة من الاستقالات في مجلس الفرع كشفت عن خلافات عميقة داخل النقابة.
في الخامس عشر من أيلول الجاري، قدم ثلاثة أعضاء من المجلس استقالاتهم رسميًا إلى نقيب أطباء سوريا، مالك العطوي. وشملت الاستقالات كلاً من محمد طاهر زيتون (أمين سر النقابة)، ومحمود الصياح (خازن النقابة)، وحمزة المروح (عضو المجلس).
وعلى الرغم من أن الاستقالة قُدمت في منتصف أيلول، إلا أنها لم تُنشر على وسائل التواصل الاجتماعي إلا في 25 من الشهر نفسه، دون توضيح أسباب التأخر في نشرها.
إساءات شخصية
ذكر كتاب الاستقالة أن الخلافات الداخلية والمخالفات في آليات التصويت، بالإضافة إلى ما وصفه الأعضاء المستقيلون بـ "الإساءات الشخصية" و "التهديدات" من رئيس المجلس محمود المصطفى، جعلت العمل داخل الفرع مستحيلاً وأضرت بسمعة النقابة والأطباء على حد سواء. كما أشاروا إلى تعنت نقيب أطباء حلب وتجاهله لمجلس الفرع في إصدار القرارات، بحسب تعبيرهم.
إلى جانب ذلك، أشار المستقيلون إلى فشل النقابة في التدخل لإنقاذ مجموعة من الأطباء الذين جرى توقيفهم مؤخرًا، معتبرين ذلك مساسًا مباشرًا بسمعة النقابة ودورها في الدفاع عن أعضائها.
وفي أعقاب هذه الاستقالات، أُغلق مقر النقابة في حلب "بالقوة"، وفقًا لمصدر من داخل النقابة صرح لعنب بلدي. وأوضح المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالتصريح للإعلام، أن جذور الأزمة تعود إلى تدخل مباشر من المكتب السياسي في المحافظة في عمل النقابة وفرض أسماء معينة، الأمر الذي أدى إلى انقسامات واستقالات متتالية.
في المقابل، عزت النقابة المركزية ما حدث إلى مخالفات ارتكبها مجلس فرع حلب، بما في ذلك غياب رئيس الفرع خارج المحافظة وعدم تفرغه للعمل، وفقًا لما كشفه المصدر ذاته. وأشار المصدر إلى أن المقر سيعاد فتحه يوم الأحد المقبل، وأن التواصل مستمر مع النقابة المركزية بهدف التوصل إلى حل للقضية بالطريقة المناسبة.
ولم يصدر أي تصريح رسمي من نقابة أطباء سوريا أو من رئيس فرع النقابة في حلب حول هذه الخلافات الداخلية حتى الآن. وحاولت عنب بلدي التواصل مع عدد من أعضاء مجلس الفرع للحصول على تعليق حول ما جرى، إلا أنها لم تتلق أي رد حتى وقت إعداد هذا التقرير.
حادثة مشابهة
يذكر أن نقابة أطباء سوريا كانت قد أصدرت في مطلع شباط الماضي قرارًا بتشكيل مجلس فرع نقابة أطباء حلب الجديد. وضمت التشكيلة الدكتور محمود كامل مصطفى رئيسًا، والدكتور محمد طاهر محمد جميل زيتون أمينًا للسر، والدكتور محمود محمد صياح خازنًا. كما شملت التشكيلة نور جمال سواس، وحمزة أحمد المروح، وعبد القادر شريف الياسين، وأحمد محمد علي عابو، وذلك وفق ما نقلته صفحة نقابة أطباء سورية على فيسبوك.
تزامنت هذه الحادثة مع أزمة مماثلة داخل غرفة صناعة حلب، حيث شهدت الغرفة في 22 من أيلول تقديم عدد من أعضائها استقالاتهم، ونشر كتاب الاستقالة عبر المعرفات الرسمية للغرفة. وبرر الأعضاء خطوتهم بما وصفوه بـ "التهميش وعدم الرد على مطالب مجلس إدارة الغرفة". وأوضح مصدر من داخل الغرفة لعنب بلدي حينها أن الاستقالات جاءت نتيجة عدم تجاوب الجهات المعنية مع مقترحات مجلس الإدارة منذ أكثر من ستة أشهر، بما في ذلك مقترحات متعلقة بملف التغذية الكهربائية.