الخميس, 25 سبتمبر 2025 03:50 PM

ترامب وجائزة نوبل: هل يتجاهل غزة لتحقيق طموحه؟

ترامب وجائزة نوبل: هل يتجاهل غزة لتحقيق طموحه؟

في تحدٍ مباشر للرئيس الأميركي دونالد ترامب، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن الطريق إلى جائزة نوبل للسلام يمر عبر وقف الحرب في غزة. يأتي ذلك في ظل شكوك حول ادعاء ترامب بأنه أوقف سبع حروب منذ عودته إلى البيت الأبيض، معتبراً ذلك كافياً لنيل الجائزة.

خلال قمة مع قادة دول عربية وإسلامية في نيويورك، صرح ترامب بأنه سيبحث في إنهاء الحرب، لكن تصريحاته لم تتضمن أي تفاصيل محددة. من المرجح أن ينتظر ترامب لقاءه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض قبل اتخاذ أي موقف حاسم.

بالنظر إلى أن ترامب اعتبر اعتراف دول حليفة، بما فيها فرنسا وبريطانيا، بدولة فلسطين بمثابة "هدية لحماس"، فمن غير المرجح أن يتبنى موقفاً مخالفاً لموقف نتنياهو. هذا يقلل من التوقعات بأن صبر الرئيس الأميركي قد نفد تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي، خاصة بعد الضربة الإسرائيلية التي استهدفت قطر، الحليف المهم لواشنطن، في 9 أيلول/ سبتمبر الجاري.

صمت ترامب عن الهجوم البري في مدينة غزة يشير إلى قبول ضمني لخطة إسرائيل لاحتلال المدينة، ومن ثم كامل القطاع. بالإضافة إلى ذلك، لم تبد الإدارة الأميركية أي اعتراض على المشروع الاستيطاني الواسع في المنطقة "إي 1" في القدس الشرقية، الذي يهدف إلى تقسيم الضفة الغربية إلى قسمين غير مترابطين جغرافياً. كما لم يصدر أي تحذير أميركي من دعوات الوزيرين المتطرفين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش لضم الضفة الغربية.

يبدو أن غزة ليست على رأس أولويات البيت الأبيض، الذي يركز بشكل أكبر على أوكرانيا والصين، بالإضافة إلى الوضع الداخلي الأميركي، بما في ذلك اغتيال الزعيم اليميني المتطرف تشارلي كيرك، والمواجهة مع رئيس الاحتياط الفيديرالي جيروم باول، وإنزال الجيش في مدن أميركية لمكافحة الجريمة، والحرب على اللقاحات التي يغذيها وزير الصحة روبرت كينيدي الابن، وحتى لغز توقف السلم الكهربائي للأمم المتحدة خلال صعود ترامب عليه.

تذكير ماكرون لترامب بأن غزة هي التي قد توصله إلى أوسلو، ليصبح مثل أربعة رؤساء أميركيين آخرين نالوا الجائزة، يعتبر محاولة فرنسية لحث الرئيس الأميركي على التحرك لوقف الحرب. ماكرون يؤمن بأن الجهد الأوروبي لا يضاهي مبادرة أميركية تطلب جدياً من نتنياهو التوقف عن القصف، خاصة وأن أميركا تزود إسرائيل بالسلاح.

ترامب يسعى لنيل جائزة نوبل بغض النظر عن الوضع في غزة، التي شهدت تدهوراً إنسانياً مريعاً في الأشهر الأخيرة. لقد تفوق الأوروبيون على ترامب في الاختبار السياسي والأخلاقي بإعادة إحياء فكرة حل الدولتين كسبيل وحيد لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، الذي يواجه مصيراً غامضاً كمصير "أسطول الصمود العالمي" الذي منعته المسيرات الإسرائيلية من الوصول إلى غزة.

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

مشاركة المقال: