تواصل فرق الدفاع المدني السوري وأفواج الإطفاء الحرجي جهودها المضنية لليوم الرابع على التوالي لإخماد الحرائق المشتعلة في ريف اللاذقية. وأفاد الدفاع المدني عبر صفحته على "فيسبوك"، الأربعاء 24 من أيلول، بأن بؤر النيران لا تزال متقدة في عدة محاور بقرى جبل التركمان وجبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي.
أوضح مدير مديرية الطوارئ وإدارة الكوارث في اللاذقية، عبد الكافي كيال، أن الفرق تواصل عمليات الإخماد في منطقتي جبل التركمان وجبل الأكراد، مشيرًا إلى أن اندلاع الحرائق بشكل متتالٍ في مناطق متباعدة يعيق وصول فرق الإطفاء. وأكد أن انتشار الألغام ومخلفات الحرب، بالإضافة إلى سرعة الرياح، تشكل أبرز الصعوبات التي تواجه الفرق في الوصول إلى بؤر النيران.
وأعلن الدفاع المدني السوري عن وفاة العنصر علاء جناورو متأثرًا بحروقه البليغة التي أصيب بها أثناء إخماد حرائق الغابات في ريف اللاذقية، وذلك في 22 من أيلول.
وكان الدفاع المدني قد أعلن، مساء الثلاثاء، عن إخماد فرقه وأفواج الإطفاء الحرجي، وبمشاركة المدنيين، للحريق الذي اندلع في أحراج حبنمرة وقرب علي في ريف حمص الغربي، بعد عمل استمر ثلاثة أيام، ويجري حاليًا تبريد المنطقة ومراقبتها.
وفي ريف حماة الغربي، تمكنت فرق الإطفاء في الدفاع المدني من السيطرة على الحريق الحرجي الذي اندلع في 22 من أيلول في غابات منطقة وادي العيون، حيث أوقفت تمدد النيران، ظهر الثلاثاء 23 من أيلول، وما زالت تعمل على تبريد الحريق ومراقبة بؤر النيران لمنع اشتعالها من جديد.
وأشار الدفاع المدني إلى الصعوبات التي تواجهها فرقه في إخماد الحرائق، والتي تتضمن:
- وجود ألغام ومخلفات حرب في محوري جبل التركمان والأكراد بريف اللاذقية، ما يهدد سلامة الفرق ويعرقل وصولها لبؤر النيران.
- اشتداد سرعة الرياح الشرقية الجافة وتقلبها المستمر، ما يسرّع انتشار النيران في كافة الاتجاهات.
- التضاريس شديدة الوعورة.
- عدم وجود مناهل قريبة للتزود بالمياه (قد تصل المسافة 20ـ30 كم).
- عدم وجود خطوط نار وطرقات توصل لبؤر الحرائق.
- الجفاف الشديد في الأعشاب والأشجار (سوريا تمر بأسوأ موجة جفاف منذ 60 عامًا).
وفي تصريح لعنب بلدي، الثلاثاء 23 من أيلول، قال كيال إن فرق الإطفاء تمكنت من إخماد الحرائق في منطقة السكرية بريف اللاذقية. وأضاف أنه لا تزال هناك عدة بؤر في وديان منطقة دير حنا بريف اللاذقية مشتعلة حتى الآن، مؤكدًا أن فرق الإطفاء مستمرة في عمليات إخماد الحرائق رغم الصعوبات التي تواجهها من اشتداد سرعة الرياح، ووعورة التضاريس في المناطق الجبلية، ومخلفات الحرب. ولفت كيال في تصريح سابق لعنب بلدي، إلى طلب مساعدة من فرق الدفاع في باقي المحافظات، للسيطرة على الحرائق، وتتضمن آليات ثقلية لاحتواء النيران.
الأمطار لا تساعد بإخمادها
توقع رئيس مركز التنبؤ المركزي بالمديرية العامة للأرصاد الجوية في سوريا، شادي جاويش، حدوث هطولات مطرية خفيفة على المناطق الساحلية خلال يومي الخميس والجمعة المقبلين، مع انخفاض واضح على درجات الحرارة. وقال جاويش لعنب بلدي، إنه رغم الهطولات المطرية التي قد تحدث في المناطق الساحلية، لا يمكن الاعتماد عليها في المساعدة بإطفاء الحرائق التي اندلعت في ريفي اللاذقية وحمص.
حرائق سابقة
كانت قوى الدفاع المدني بالتعاون مع جهات أخرى، أعلنت إخماد حرائق اندلعت بشكل واسع في حماة واللاذقية، في آب الماضي. وأعلن وزير الطوارئ وإدارة الكوارث في الحكومة السورية، رائد الصالح، في 17 من آب، عبر منشور في منصة “إكس”، إخماد وتبريد كامل حرائق الغابات والأحراج في ريف حماة الغربي، مع إبقاء المنطقة تحت المراقبة لضمان عدم تجدد النيران.
وامتدت الحرائق إلى منطقة شطحة في سهل الغاب، وإلى ريف جبلة بمحافظة اللاذقية، وسط صعوبات في إخمادها نتيجة انتشار مخلفات الحرب، بحسب ما ذكر الصالح لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا). وساندت مروحيات وزارة الدفاع السورية من “قاعدة المزة الجوية” بدمشق عمليات إطفاء الحرائق في ريف حماة.
وسبق وأعلن الوزير الصالح، في 15 من تموز الماضي، السيطرة الكاملة على حرائق اندلعت في محافظة اللاذقية، بشكل واسع، بعد 12 يومًا من العمل المتواصل. واعتبر أن هذه نهاية مرحلة الاستجابة العاجلة، وبداية مرحلة لا تقل أهمية عن حماية الغابات المتبقية واستعادة ما دمرته النيران. وأسفرت الحرائق حينها عن تضرر أكثر من 14 ألف هكتار بحسب تصريح لوزارة الزراعة، في 4 من آب.