الإثنين, 22 سبتمبر 2025 06:20 PM

الرئيس الشرع يعزز الروابط مع السوريين في الداخل والخارج خلال زيارته للولايات المتحدة

الرئيس الشرع يعزز الروابط مع السوريين في الداخل والخارج خلال زيارته للولايات المتحدة

لا شك أن زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى الولايات المتحدة تتجاوز البعد السياسي، لتشمل جوانب إنسانية عميقة قد تفوق الأهمية الاستراتيجية في أولوياته. لقاء الرئيس الشرع بوفد من أبناء الجالية السورية في بداية زيارته للولايات المتحدة يؤكد الأهمية التي يوليها للمغتربين السوريين ودورهم كسفراء لبلادهم، ومسؤوليتهم في نقل الصورة الحقيقية لما يجري في سوريا.

بدأ الرئيس الشرع، يوم أمس الأحد، زيارة إلى الولايات المتحدة تستغرق عدة أيام، وتحمل أهدافاً متعددة، أهمها المشاركة في أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وإلقاء كلمة سوريا أمام عشرات الدول، في حدث وصف بـ "التاريخي"، كونه يأتي بعد نحو ستين عاماً من آخر خطاب لرئيس سوري أمام المحفل الدولي، بالإضافة إلى لقاء العديد من نظرائه.

المحطة الأولى من الزيارة كانت لقاء الجالية في نيويورك، حيث أكد الرئيس الشرع أهمية دور الجالية السورية في نقل الصورة الحقيقية للجمهورية العربية السورية، معرباً عن شكره لجهودهم الصادقة في خدمة وطنهم. هذا اللقاء يعكس حرص الرئيس الشرع على تعزيز الروابط الوطنية بين المغتربين وبلادهم، وتقوية الانتماء إلى الوطن الأم، خاصة في هذا الوقت الذي تحتاج فيه سوريا إلى جميع أبنائها في الداخل والخارج، مع إطلاق عملية حقيقية لإعادة بناء الإنسان المنتمي لوطنه قبل بناء الحجر.

أظهر وجود الرئيس الشرع بين أبناء الجالية في المغترب تلاحم أبناء البلد الواحد في مواجهة التحديات التي تعترض العملية الإصلاحية التي تعمل عليها الدولة السورية الجديدة، مستندة إلى جهود معظم أبنائها الذين أبدوا استعدادهم لتقديم كل ما يسهم في ترميم ما خلفه النظام البائد من دمار وجراح، ما أوصل البلاد إلى حال من التردي تتطلب جهوداً جبارة لتجاوزها والانطلاق نحو إعادة الإعمار على كافة الأصعدة.

وخلال اللقاء، أكد الرئيس الشرع ضرورة توحيد صفوف الشعب السوري، مع "الفرصة التي يعطيها العالم للسوريين" لإثبات أنفسهم، قائلاً: "كل يوم قادرون أن نعمل شيئاً جديداً ونبهر العالم، والطريق كان جديداً وشاقاً ومتعباً ومليئاً بالصعاب والمشكلات، وشدد على أن "سوريا قادرة أن تكون من جديد عروس الشرق الأوسط، مع تبني خطة سليمة وتحقيق وحدة صف لنبني سوريا التي حرمنا منها".

تحمل زيارة الرئيس الشرع أبعاداً متعددة، ووُصفت بأنها تؤسس لمرحلة مفصلية في العلاقات مع الولايات المتحدة، حيث تجري تحضيرات مكثفة لعقد لقاء مرتقب بين الرئيس الشرع والرئيس الأميركي دونالد ترامب على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين، ما يضفي زخماً سياسياً على الزيارة.

تشير المصادر الإعلامية إلى أن زيارة الرئيس الشرع ستساهم في حلحلة العديد من المسائل، ربما أهمها استكمال رفع العقوبات والتوصل إلى نواة اتفاق أمني مع إسرائيل يحفظ سيادة سوريا ووحدة أراضيها، وتنفيذ الاتفاقيات التي تم التوصل إليها بشأن شمال شرق سوريا، وكذلك اتفاق خريطة الطريق الذي أُعلن عنه قبل أيام حول حل الأزمة في السويداء.

مشاركة المقال: