الإثنين, 22 سبتمبر 2025 01:28 PM

طلاب السويداء ينتفضون للمطالبة بامتحانات الثانوية المؤجلة وإنقاذ مستقبلهم الدراسي

طلاب السويداء ينتفضون للمطالبة بامتحانات الثانوية المؤجلة وإنقاذ مستقبلهم الدراسي

في السويداء، تعيش الطالبة "وديان مكارم" وزملاؤها من طلاب البكالوريا (الفرعين الأدبي والعلمي) حالة من الترقب والقلق، بانتظار قرار بشأن إجراء امتحانات الشهادة الثانوية، بعد عام ونصف من الاستعداد والاجتهاد الذي عصف به تأجيل الامتحانات نتيجة للظروف الأمنية.

سناك سوري-رهان حبيب

تجمع طلاب الصف الثالث الثانوي (الفرعين الأدبي والعلمي) أمام مبنى محافظة السويداء في وقفة احتجاجية سلمية، حاملين كتبهم ولافتات تطالب بحقهم في إجراء الامتحانات ونيل الشهادة التي تمثل حلمهم المؤجل. تطالب "وديان مكارم"، التي استعدت لامتحانات الشهادة الثانوية لعام 2024-2025، مثلها مثل جميع طلاب سوريا، باستئناف الامتحانات بعد توقفها بسبب الظروف الأمنية التي شهدتها محافظة السويداء في شهر تموز الماضي، والتي أجبرتهم على السهر خوفاً من أصوات الرصاص والمعارك بدلاً من التحضير للامتحانات.

بالإضافة إلى ذلك، نزحت وديان والعديد من زملائها من منازلهم وأقاموا في مراكز الإيواء داخل المدارس، وفقدوا كتبهم ودفاترهم التي تركوها في منازلهم قبل النزوح. تشير التقديرات المحلية إلى نزوح سكان حوالي 33 قرية.

تقول الطالبة "رنيم" لـ"سناك سوري" إنها وزملاءها يواصلون الدراسة ويأملون في استئناف الامتحانات لضمان المشاركة في المفاضلة والانتقال إلى الدراسة الجامعية مثل بقية طلاب سوريا.

وتضيف: «من حقي وحق جميع طلاب السويداء التقدم للامتحان لجني ثمار تعبنا واجتهادنا لمدة عام ونصف بين الدوام المدرسي والدورات المكثفة. تجدد الأمل في الشهر الماضي، لكن سرعان ما أعلنت مديرية التربية عن التأجيل، مما يشير إلى إطالة مدة انتظار الطلاب وحرمانهم من حقهم في إتمام دراستهم».

قال الطالب "يامن النمط" من مدرسة المزرعة الخاصة: «نحن كطلاب نحتاج إلى تهيئة الظروف المستقرة للتقدم لامتحان الشهادة الثانوية ولا ذنب لنا. نحتاج اليوم إلى دعم كبير من المنظمات الدولية لنحصل على حقنا المشروع في امتحانات تؤهلنا لنيل الشهادة وعدم الانتظار لنتمكن، في حال النجاح، من الالتحاق بالمفاضلة العامة».

تفاءل الطلاب في شهر آب الماضي عندما وجهت اللجنة القانونية العليا في السويداء في 22 آب مذكرة رسمية إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) عبر مكتبها الإقليمي في بيروت، طالبت فيها بالإشراف المباشر على الامتحانات وتأمين بدائل واقعية لإنقاذ مستقبل الطلاب.

وبحسب اللجنة، فقد تم الاتفاق بالفعل على تحديد فترة زمنية لإجراء الامتحانات بين 7 وحتى 27 أيلول الجاري، مع تعهدات بتوفير التسهيلات اللوجستية اللازمة، ولكن وزارة التربية السورية رفضت تنفيذ الخطة، مما خيب آمال الطلاب.

الطلاب لن يخسروا عامهم الدراسي

تواصل "سناك سوري" هاتفياً مع الدكتورة "نوال نعيم" رئيسة مكتب التعليم والتربية في اللجنة القانونية العليا، التي أوضحت أن العمل مستمر وأن طلاب الصف الثالث الثانوي في السويداء لن يخسروا عامهم الدراسي، وأن العمل جارٍ لإجراء الامتحان، ولكن لم يتم تحديد موعد بعد.

تضيف: «اللجنة القانونية العليا تابعت مع المكتب الإقليمي لليونسكو في بيروت ومنظمة غوبا، وبالفعل توصلنا في البداية لتحديد تاريخ للامتحان، والعمل مستمر، لكن العرقلة كانت من وزارة التربية، وهذا ظلم حقيقي لطلابنا ولا يجوز السكوت عنه. اليوم تجري مباحثات لضمان التقدم للامتحان وهناك وعود واتفاقات قادمة نتمنى أن تنصف الطلاب».

أشارت "نعيم"، التي التقت بالطلاب بعد الوقفة الاحتجاجية، إلى أنهم وجهوا الطلاب بمتابعة الدراسة وحضور الدورات المجانية التي خصصتها المعاهد الخاصة والمدرسون المختصون، مشيرة إلى أن الامتحان بانتظار إقرار موعد ثابت، وهذا خيار لا بديل عنه.

وبحسب مصادر محلية، ينتظر 6600 طالب وطالبة من طلاب الصف الثالث الثانوي في محافظة السويداء تحديد موعد الامتحانات، في حين تتابع المعاهد الخاصة الدورات التعليمية، وتتابع فرق محلية تطوعية عملية تأمين الكتب للطلاب النازحين الذين فقدوها في منازلهم المحروقة التي هجروها بعد معارك تموز.

مشاركة المقال: