الأحد, 21 سبتمبر 2025 05:24 PM

خبراء يتوقعون نهاية نظام سويفت: هل تتجه التجارة العالمية نحو بدائل بحلول عام 2030؟

خبراء يتوقعون نهاية نظام سويفت: هل تتجه التجارة العالمية نحو بدائل بحلول عام 2030؟

علي عبود: يتوقع بعض الخبراء أن نظام "سويفت" قد يفقد تأثيره على التجارة العالمية قبل عام 2030. هذا التوقع يواجه معارضة من آخرين يرون أن نظام "سويفت" سيظل قوياً، مدعوماً بقوة أمريكا وهيمنة الدولار.

يتساءل البعض عن الأساس الذي استند إليه الخبير في مركز التقنيات السياسية الروسي، نيكيتا ماسلنيكوف، في توقعه بأن "سويفت" نظام قديم سيتم استبداله بحلول نهاية العقد. جاء هذا التوقع كرد فعل على تصريح وزارة الخزانة الأمريكية بأنها مستعدة لدراسة عودة روسيا إلى نظام "سويفت"، على الرغم من أن موسكو لم تتقدم بطلب رسمي للعودة.

يبدو أن الأمريكيين يتجاهلون التغيرات في النظام العالمي، فمجموعة "بريكس" لم تعد بحاجة إلى نظام "سويفت" وتتعامل دولها بالعملات المحلية في التبادلات التجارية. بدأت روسيا بالفعل في تطبيق نظام دفع وطني خاص بها، أثبت فعاليته كبديل داخل البلاد، مما قلل من تأثير إقصائها من نظام "سويفت".

تستعد مجموعة "بريكس" لإطلاق عملة ورقية أو رقمية بديلة للدولار في تعاملاتها مع دول العالم الأخرى، خاصة تلك الخاضعة للعقوبات الأمريكية. وعلى عكس توقعات إدارة بايدن، فإن حرمان روسيا من نظام "سويفت" لم يدفع الشركات الأجنبية إلى مغادرة البلاد، حيث لا تزال 159 شركة أمريكية تعمل في روسيا بكامل طاقتها، و178 شركة في وضع شبه معلق تسعى لتحسين العلاقات الروسية الأمريكية، بينما غادرت 300 شركة أمريكية بشكل دائم. وأكدت موسكو أنه لا عودة للشركات التي التزمت بالعقوبات الأمريكية.

مع الاستخدام المتزايد للأصول المالية الرقمية في المدفوعات الدولية منذ عامين على الأقل، يتضح ما قاله ماسلنيكوف بأن نظام "سويفت" أصبح من الماضي وأن أنظمة بديلة ستظهر بحلول نهاية العقد. هذا ليس مجرد ترويج إعلامي، بل يستند إلى حقائق، حيث تختبر حالياً أكثر من 90 دولة عملاتها الرقمية الخاصة بالبنوك المركزية استعداداً لإطلاقها واعتمادها في التجارة الدولية كبديل لنظام "سويفت".

بالنسبة للمشككين في تصريحات الخبراء الروس، يمكنهم الرجوع إلى تصريح وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت في 27/3/2025، الذي يؤكد إمكانية اختفاء أو انعدام تأثير نظام "سويفت" في المستقبل القريب. كشف الوزير الأمريكي أن روسيا أسست شبكة مالية قوية بالتعاون مع "بريكس" وجعلت من "سويفت" نظاماً جانبياً. وأشار بيسنت إلى أن التجارة مع دول "بريكس" تنمو بنشاط، وأن نظام المراسلة المالية في روسيا قد استقطب أكثر من 580 بنكاً وشركة، ربعها تقريباً من خارج البلاد.

مع العلم المسبق بأن روسيا لم تعد مهتمة بالعودة إلى نظام "سويفت"، لأنها استغنت عنه فعلياً، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية استعدادها للنظر في عودة موسكو إلى النظام المصرفي الدولي "سويفت"، ولكن هذه العودة، في حال حدوثها، ستقتصر على التعاملات التجارية بين موسكو وأوروبا وأمريكا فقط، ولن تعيد نظام "سويفت" إلى هيمنته السابقة قبل فرض العقوبات على روسيا والصين وغيرها من الدول المؤثرة في التجارة الدولية.

الجدير بالذكر أن نظام الدفع الروسي أكثر مرونة من نظيره الأمريكي، حيث أن عملية ربط البنوك بنظام "سويفت" الدولي معقدة وتستغرق 4 أشهر، بينما تتم العملية بسرعة في البنوك الروسية. لم يعد سراً أن التهديدات التي يتعرض لها نظام "سويفت" سببها استخدامه في ملفات سياسية مع دول قوية مثل روسيا والصين والهند، التي سرعان ما استغنت عنه بآليات دفع بديلة بدأت تتحول تدريجياً إلى آليات دفع عالمية، مما يعني أن إمكانية الاستغناء عنه باتت واردة جداً في المستقبل القريب.

الخلاصة: للمرة الأولى، يتحدث الخبراء، بمن فيهم مسؤولون في وزارة الخزانة الأمريكية، عن الاستغناء التدريجي عن نظام الدولار، مما سيؤدي إلى تحول نوعي وانهيار سريع لنظام "سويفت" بصفته نظاماً عالمياً بعدما أصبح أداة للعقوبات. وكما أكدت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالنتينا ماتفيينكو، مع تطور أنظمة جديدة للتسويات المالية الدولية، بما في ذلك نظام "سبير بنك" الروسي، فإن منظومة "سويفت" للتعاملات المصرفية ستصبح شيئاً من الماضي.

(موقع اخبار سوريا الوطن-1)

مشاركة المقال: