يشهد ريف الرقة تحولًا زراعيًا ملحوظًا، حيث يتجه المزارعون بشكل متزايد نحو زراعة أشجار ورق العنب (اليبرق) كبديل للمحاصيل التقليدية مثل القطن والقمح والذرة. ويعزى هذا التحول إلى تراجع الجدوى الاقتصادية للمحاصيل التقليدية بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج وانخفاض أسعار البيع، بينما أثبت ورق العنب قدرته على تحقيق أرباح مجزية.
المزارع محمد سعيد من قرية رطلة، أوضح لمنصة سوريا 24 أنه كان يعتمد على زراعة القطن والقمح لسنوات، لكن العوائد لم تكن كافية. وبعد تجربته في زراعة ورق العنب، لاحظ تحسنًا في الدخل واستقراره، خاصة مع زيادة الطلب من تجار الخضار الذين يقومون بتصدير الإنتاج إلى مختلف المدن السورية والدول الخليجية.
وتشير الإحصائيات المحلية إلى أن زراعة ورق العنب تحقق إيرادات تصل إلى حوالي 1400 دولار للدونم الواحد، مما يشجع المزارعين على تبني هذه الزراعة. وأكد المزارع الشاب قيس العبد الله من قرية المنصورة لمنصة سوريا 24 أن زراعة ورق العنب ليست معقدة وتتطلب القليل من الاهتمام لتحقيق أفضل النتائج.
على الرغم من المردود المالي الجيد، تواجه هذه الزراعة تحديات مثل محدودية التمويل وضعف البنية التحتية لشبكات الري، بالإضافة إلى صعوبات في تسويق المحصول بسبب إغلاق المعابر بين مناطق الحكومة السورية ومناطق سيطرة “قسد”.
ومع ذلك، يرى المزارع محمد الطه من قرية الكسرات أن هذه العقبات لا تقلل من أهمية المشروع، حيث ذكر لمنصة سوريا 24 أن زراعة ورق العنب أثبتت جدواها بمرور الوقت، خاصة بعد تنسيق الجهود بين المزارعين والتجار، مما سهل عملية التسويق وزاد العائد المالي للدونم الواحد، وهو ما يدعم مستوى معيشة العائلات الزراعية.
بالإضافة إلى ذلك، تساهم زراعة ورق العنب في توفير فرص عمل جديدة في مراحل متعددة، بما في ذلك الزراعة والجمع والتعبئة والتصدير، مما يساهم في خفض معدلات البطالة في المناطق الريفية. كما يشهد السوق المحلي والخارجي إقبالًا متزايدًا على المنتج، بفضل قدرة التجار على تصدير ورق العنب إلى أسواق الدول المجاورة والخليج، مما يعزز الاستقرار الاقتصادي للمنتجين.
بناءً على هذه المعطيات، يمكن اعتبار زراعة ورق العنب (اليبرق) فرصة حقيقية لإحياء القطاع الزراعي في ريف الرقة، ودعم الاقتصاد المحلي، وتوفير مصدر دخل مستدام للمزارعين وعائلاتهم.