السبت, 20 سبتمبر 2025 12:15 PM

تصاعد الخسائر في غزة: المقاومة تتحدى وواشنطن تروج لاتفاق مشكوك فيه

تصاعد الخسائر في غزة: المقاومة تتحدى وواشنطن تروج لاتفاق مشكوك فيه

أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي بمقتل أربعة من ضباطه وإصابة ثلاثة آخرين في عملية للمقاومة جنوب قطاع غزة. في المقابل، أكدت «كتائب القسام» أن غزة لن تكون سهلة المنال، وأن مقاتليها أعدوا «جيشاً من الاستشهاديين وآلاف الكمائن والعبوات» لتحويل غزة إلى «مقبرة للجنود». وهددت الكتائب بتكبيد القيادة العسكرية والسياسية الإسرائيلية خسائر فادحة في الأرواح والأسرى، مشيرة إلى تدريب مقاتليها على زرع العبوات داخل الآليات، وأن الجرافات ستكون أهدافاً مميزة.

كما شددت الكتائب على أن الأسرى موزعون في أحياء مدينة غزة، وأن حياتهم لن تحظى بالرعاية طالما قرر نتنياهو قتلهم، معتبرة أن توسيع العدوان يعني مصيراً مماثلاً لرون أراد. من جهته، أكد بنيامين نتنياهو أن المعركة ضد الإرهاب مؤلمة، لكنها لن تثني عن تحقيق الأهداف. ورأى المحلل العسكري في صحيفة «معاريف»، أفي أشكنازي، أن الأحداث في غزة تثبت أن الجيش لم يفعل ما يكفي لحماية جنوده، وأن حسم حماس في رفح لم يتحقق بعد.

في غضون ذلك، أعلن جيش الاحتلال مهاجمة أكثر من ألف هدف في غزة خلال عشرة أيام، فيما قدرت «القناة 12» العبرية نزوح نصف مليون فلسطيني من مدينة غزة. وحذر جيش العدو من استخدام «قوة غير مسبوقة» وأغلق شارع صلاح الدين، داعياً السكان إلى الإخلاء جنوباً عبر شارع الرشيد الساحلي.

وصف المتحدث باسم بلدية غزة، عاصم النبيه، الوضع الإنساني بالكارثي، مشيراً إلى تكدس العائلات وسط المدينة في ظل غياب المساعدات وانهيار الخدمات ودمار البنية التحتية، مؤكداً عدم وجود أرقام دقيقة حول عدد المغادرين.

أعلنت «شركة الاتصالات الفلسطينية» استعادة خدمات الإنترنت والاتصالات الأرضية في محافظتي غزة وشمال غزة، رغم استمرار العدوان. وكشف «مكتب الأمم المتحدة» لتنسيق الشؤون الإنسانية عن تضرر 11 منشأة تابعة لـ«الأونروا» تستخدم كملاجئ لنحو 11 ألف نازح.

على صعيد آخر، يروج المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف لفكرة «اتفاق شامل قريب جداً»، لكن مصادر مصرية قللت من شأن هذه المبادرة، معتبرة إياها «شراءً للوقت». وأشار المراسل العسكري لصحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل، إلى أن الاجتياح البري لمدينة غزة يتم ببطء ولم يلب التوقعات الأميركية.

رغم ذلك، يتمتع نتنياهو بدعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فيما كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مساع أميركية لإبرام «صفقة سلاح ضخمة مع إسرائيل بقيمة 6 مليارات دولار». ورغم الترويج الأميركي لصفقة تبادل، نقلت «هيئة البث الإسرائيلية» عن مصادر تأكيدها أنه لا توجد حالياً أي قناة وساطة أو مقترح فعلي للتبادل. واعتبر وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، المطلب الإسرائيلي بالإفراج عن الرهائن دون شروط بمثابة «تفاوض بلا أفق».

دولياً، فشل «مجلس الأمن» مجدداً في تبني مشروع قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة، بعد استخدام الولايات المتحدة حق النقض «الفيتو». وثمنت حركة «حماس» موقف الدول العشر التي تبنت مشروع القرار، داعية إلى مواصلة الضغط على «حكومة مجرم الحرب نتنياهو».

مشاركة المقال: