الخميس, 18 سبتمبر 2025 05:21 PM

رويترز: تسريح دبلوماسيين أمريكيين بارزين وسط تحركات سياسية نحو دمشق

رويترز: تسريح دبلوماسيين أمريكيين بارزين وسط تحركات سياسية نحو دمشق

أفادت خمسة مصادر مطلعة بأن عدداً من كبار الدبلوماسيين الأمريكيين المعنيين بالشأن السوري قد تم إنهاء مهامهم في الأيام الأخيرة، وذلك في ظل مساعي واشنطن لدمج حلفائها الأكراد في سوريا مع الإدارة المركزية في دمشق.

كان هؤلاء الدبلوماسيون يعملون ضمن منصة سوريا الإقليمية، التي تمثل البعثة الأمريكية الفعلية إلى سوريا ومقرها إسطنبول، وكانوا يقدمون تقاريرهم إلى توماس برّاك، المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا ومستشار الرئيس دونالد ترامب وصديقه المقرب.

قاد برّاك، الذي عُين في مايو أيار الماضي، تحولاً في السياسة الإقليمية يهدف إلى دعم دولة سورية موحدة تحت قيادة الرئيس أحمد الشرع، الذي تولى السلطة بعد تقدم سريع للمعارضة والإطاحة ببشار الأسد في أواخر العام الماضي.

وقال مصدر دبلوماسي أمريكي تحدث إلى رويترز إن "بعض" الموظفين في منصة سوريا الإقليمية أُبلغوا بإنهاء مهامهم في إطار إعادة تنظيم الفريق. وأضاف المصدر أن هذا الرحيل لن يؤثر على السياسة الأمريكية في سوريا، وأن قرار الاستغناء عنهم لم يكن بسبب خلافات في وجهات النظر بين الموظفين وبرّاك أو البيت الأبيض.

ذكرت المصادر، التي شملت أيضاً أربعة أشخاص هم دبلوماسيان غربيان ومصدران مقيمان بالولايات المتحدة، أن هذه التحركات كانت مفاجئة وغير طوعية، وأنها حدثت الأسبوع الماضي. ولم تتمكن رويترز من التأكد من السبب الرسمي لهذه التحركات.

وقال مسؤول في الخارجية الأمريكية إن الوزارة لا تعلق على "قرارات تتعلق بالموظفين أو إعادة التنظيم الإداري". وأضاف أن "الموظفين الأساسيين العاملين على القضايا المتعلقة بسوريا يواصلون العمل من مواقع متعددة".

حث برّاك قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد وتدعمها الولايات المتحدة على التحرك بشكل أسرع للتصديق على اتفاق مارس آذار مع الشرع لوضع المناطق التي يديرونها تحت سلطة الدولة، ودمج قوات سوريا الديمقراطية في قوات الأمن الحكومية.

وقال دبلوماسي غربي إن من أسباب الاستغناء عن الدبلوماسيين الأمريكيين "اختلاف" في وجهات النظر بين الموظفين وبرّاك بشأن مسألة قوات سوريا الديمقراطية والشرع، دون الخوض في التفاصيل. ولم تدل وزارة الخارجية بتعليق على هذه المسألة. ولم يتسن التواصل مباشرة مع برّاك للتعليق. وهو أيضاً سفير الولايات المتحدة لدى تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي.

قاوم بعض قادة قوات سوريا الديمقراطية الضغوط الأمريكية للاندماج في قوات الأمن الحكومية، خاصة بعد اندلاع أعمال عنف في عدد من المناطق السورية هذا العام. وقاتلت قوات سوريا الديمقراطية مع الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية خلال حكم الأسد. ولا تزال تخوض مناوشات متفرقة مع القوات السورية والقوات المدعومة من تركيا في شمال شرق البلاد.

تواصل قوات سوريا الديمقراطية الضغط من أجل حكومة أقل مركزية في حقبة ما بعد الأسد، أي حكومة تحتفظ في ظلها بحكم مستقل اكتسبته خلال الحرب الأهلية السورية.

زار برّاك دمشق يوم الثلاثاء للإشراف على توقيع وزير الخارجية على خطة لمعالجة الأزمة مع الأقلية الدرزية في الجنوب. وكتب برّاك لاحقاً على منصة إكس أن الخطة ستدعم "المساواة في الحقوق والواجبات للجميع".

منذ أن أغلقت واشنطن سفارتها في دمشق عام 2012، أصبحت منصة سوريا الإقليمية بمثابة البعثة الفعلية إلى سوريا. ويقع مقرها الرئيسي في القنصلية الأمريكية في إسطنبول، ولها مكاتب في أماكن أخرى بالمنطقة. (REUTERS)

مشاركة المقال: