الأربعاء, 17 سبتمبر 2025 09:27 PM

توغل إسرائيلي في القنيطرة واعتقال أربعة شبان: تفاصيل العملية وذكريات 'الأخضر الأبيض'

توغل إسرائيلي في القنيطرة واعتقال أربعة شبان: تفاصيل العملية وذكريات 'الأخضر الأبيض'

شنت قوة إسرائيلية تضم أكثر من 15 آلية عسكرية توغلاً فجر اليوم الأربعاء، الموافق 17 من أيلول، في مناطق جباتا الخشب وأوفانيا وخان أرنبة في محافظة القنيطرة جنوبي سوريا. أسفر التوغل عن اعتقال أربعة شبان قبل انسحاب القوات الإسرائيلية من المنطقة.

وذكرت قناة "الإخبارية" الرسمية أن القوة الإسرائيلية توغلت في بلدتي جباتا الخشب وأوفانيا بريف القنيطرة الشمالي، مصحوبة بآليات عسكرية محملة بالجنود، ونفذت عمليات تفتيش وانتشار على أسطح بعض المنازل، وسط تحليق للطائرات المسيّرة.

ووفقًا لـ "الإخبارية"، اعتقلت القوات الإسرائيلية أربعة شبان من قرى خان أرنبة وجباتا الخشب وأوفانيا خلال حملة مداهمات وتفتيش لعدد من المنازل.

أفاد الناشط أحمد أبو زين من مدينة القنيطرة لعنب بلدي بأن القوة الإسرائيلية توزعت في جباتا الخشب وأوفانيا وخان أرنبة، واعتقلت أربعة أشخاص قبل أن تنسحب من البلدات. وأشار إلى أن القوة الإسرائيلية وجهت إنذارات عبر مكبرات الصوت للأهالي بعدم مغادرة منازلهم حتى مغادرتها.

وتعلل إسرائيل تحركاتها برغبتها في إقامة منطقة منزوعة السلاح في الجنوب السوري، بهدف منع أي هجمات مستقبلية على أراضيها، على غرار ما حدث في 7 من تشرين الأول 2023، وفقًا لحوار لوزير الخارجية الإسرائيلي مع صحيفة "جيروزاليم بوست" في 28 من كانون الأول 2024.

يأتي هذا التوغل في سياق سلسلة من الأحداث الأمنية التي شهدها الجنوب السوري، بما في ذلك إنزال جوي نفذه الجيش الإسرائيلي بأربع مروحيات إسرائيلية جنوب شرقي مدينة الكسوة في ريف دمشق في 27 من آب الماضي، دون وقوع اشتباكات مع عناصر وزارة الدفاع المتواجدين بالقرب من المنطقة.

وفي 29 من آب الماضي، توغلت قوات إسرائيلية في قرية العشة بريف القنيطرة الجنوبي، وقامت بتفتيش منازل عدد من المواطنين، وفقًا لوكالة "سانا". وأشارت الوكالة إلى أن قوة تابعة للجيش الإسرائيلي، مؤلفة من 30 آلية، توغلت في قرية العشة وقامت بتفتيش دقيق للمنازل، وسرقة أموال من بعضها خلال عمليات التفتيش. وانسحبت القوة الإسرائيلية إلى داخل الجولان المحتل بعد عدة ساعات من توغلها، بحسب الوكالة.

وجاء التوغل بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي اعتقال من وصفهم بـ "مشتبه بهم بالترويج لنشاط إرهابي" ضد قواته خلال سلسلة من العمليات الليلية في جنوبي سوريا.

عملية "الأخضر الأبيض"

كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية في 13 من أيلول أن القوات الإسرائيلية توغلت 38 كيلومترًا في العمق السوري بعد سقوط نظام الأسد، وسيطرت على مخازن سلاح وأسلحة وقواعد عسكرية. وذكرت الصحيفة أن العملية حملت اسم "الأخضر الأبيض" ونُفذت بمشاركة المئات من جنود الاحتياط التابعين للفرقة "210"، وجرى خلالها السيطرة على "قاعدتين عسكريتين سوريتين من دون قتال".

وبالنسبة لقدامى المحاربين في قيادة الجيش الإسرائيلي، ذكّرهم هذا بآخر مرة توغلت فيها قوات إسرائيلية كبيرة في عمق سوريا، قبل حوالي 52 عامًا، بحسب الصحيفة. جرت العملية في الساعات الأولى بعد سقوط نظام الأسد، في 8 من كانون الأول 2024، إذ رصدت القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلية، من خلال الرصد والمعلومات الاستخباراتية، هجمات فعلية شنّها السكان على قواعد الجيش السوري التي هُجرت فجأة، بما في ذلك في منطقة حرمون. أخذ السكان معهم أسلحة وبنادق وصواريخ مضادة للدبابات بكميات كبيرة. لهذا السبب سارع الجيش الإسرائيلي التقدم، وفي اليوم التالي لسقوط النظام، عبرت القوات الإسرائيلية الحدود إلى هذه المناطق.

يأتي الكشف عن هذه العملية وسط توغلات إسرائيلية متكررة في الأراضي السورية، ومفاوضات بين سوريا وإسرائيل، تسعى فيها دمشق للعودة إلى اتفاق 1974. وسيطرت إسرائيل، وفق الصحيفة، على شريط من الأراضي السورية بعرض يقارب عشرة كيلومترات على امتداد الجولان، وصولًا إلى منطقة المثلث الحدودي في "حمات غدير". ووفق الصحيفة، فقد أقام الجيش على طول هذا الشريط ثمانية مواقع عسكرية بمساحات مختلفة، مشيرة إلى أن العملية استغرقت 14 ساعة.

وشهدت العملية لأول مرة منذ "حرب 1973" دخول وحدات مدفعية إسرائيلية إلى الأراضي السورية لتأمين القوات المشاركة. ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية قولها، إن هذه السيطرة تمنح إسرائيل "ميزة استراتيجية" في مراقبة طريق دمشق- بيروت، وكشف طرق تهريب السلاح إلى "حزب الله" في البقاع اللبناني، مؤكدة أن السيطرة على جبل الشيخ باتت أولوية قصوى للجيش الإسرائيلي لما يوفره ذلك من قدرة على مراقبة الجولان من الجانبين، على حد قول تلك المصادر.

وبحسب الصحيفة، فإن جنودًا إسرائيليين "تواصلوا مع سكان بعض القرى الدرزية في ريف دمشق"، حيث "قدّموا معلومات عن مخازن أسلحة وصواريخ قصيرة المدى كانت تابعة لجيش النظام السوري السابق". وذكرت "يديعوت أحرونوت" أن إسرائيل تواصل، منذ سقوط نظام الأسد، احتلال جبل الشيخ، إلى جانب تنفيذ غارات جوية متكررة أسفرت عن "مقتل مدنيين، وتدمير مواقع وآليات عسكرية سورية".

مشاركة المقال: