الثلاثاء, 16 سبتمبر 2025 04:08 PM

كاتس يتباهى بتصعيد القصف على غزة وسط تحذيرات من مصير الأسرى

كاتس يتباهى بتصعيد القصف على غزة وسط تحذيرات من مصير الأسرى

تباهى وزير الحرب الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، صباح الثلاثاء، بتصاعد العمليات العسكرية في مدينة غزة، مؤكداً أن "غزة تحترق والجيش يضرب بقبضة من حديد". جاء ذلك في تدوينة نشرها عبر منصة "إكس"، بالتزامن مع تكثيف القصف على عدد كبير من المنازل المأهولة، مما أدى إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى والمفقودين تحت الأنقاض.

وكتب كاتس: "غزة تحترق. الجيش الإسرائيلي يضرب بقبضة من حديد البنية التحتية الإرهابية، ويقاتل جنوده لتهيئة الظروف لإطلاق سراح الرهائن وهزيمة حماس. لن نلين ولن نتراجع حتى اكتمال المهمة".

كثفت إسرائيل غاراتها على مدينة غزة، وتدرس مصير أسراها في القطاع، قبل تنفيذ اجتياح بري مرتقب للمدينة، ضمن حرب مستمرة منذ نحو عامين. ونقل موقع "واللا" الإخباري العبري عن مصادر عسكرية بالقيادة الجنوبية للجيش قولها إن "نطاق الهجمات (على مدينة غزة)، والذي يزداد من وقت لآخر، كان غير عادي".

ويهدف الجيش إلى إجبار أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين على النزوح من المدينة قبل الاجتياح البري. وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية إن بقاء فلسطينيين في المدينة "يزيد من تعقيد المهمة". وأفادت بأن "الجيش استكمل استعدادات جنوده لبدء المرحلة البرية الحاسمة في عملية "مركبات جدعون 2″، المتمثلة بالتوغل في مدينة غزة واحتلالها".

وفي 3 سبتمبر/ أيلول الجاري، أطلق الجيش الإسرائيلي عدوانا باسم "عربات جدعون 2" لاحتلال مدينة غزة بالكامل، ما أثار انتقادات في إسرائيل، خوفا على حياة الأسرى والجنود. وأضافت الهيئة أن الاجتياح "من المتوقع أن يؤدي إلى موجة إدانات دولية، خصوصا بعد فشل الهجوم على قادة حماس بالدوحة الأسبوع الماضي والانتقادات الدولية اللاحقة".

وتابعت أن "الجيش كثف خلال الأسبوع الماضي الهجمات الجوية على مدينة غزة، مستهدفا بشكل أساسي الأبراج السكنية، إضافة إلى ما ادعت أنها بنى تحتية عسكرية لحماس فوق وتحت الأرض". فيما "تمركزت القوات البرية على أطراف المدينة، في أحياء الشجاعية والزيتون"، تمهيدا للاجتياح.

أشارت هيئة البث إلى أن "القيادة تؤكد أن قضية المختطفين حاضرة في كل اجتماع تقييم للوضع، والجيش لن يهاجم أو يقترب من مناطق يشتبه بوجود مختطفين فيها". واستدركت: "لكن مسؤولا أمنيا أشار إلى أن المخاطر لا تزال كبيرة".

وتقدر تل أبيب وجود 48 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها نحو 11 ألفا و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، قتل العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية. وعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اجتماعا أمنيا مع وزير الحرب يسرائيل كاتس ورئيس الأركان إيال زامير، لبحث مصير الأسرى قبيل الاجتياح البري، وفقا لقناة "كان" الرسمية.

وبحسب هيئة البث، "حذر المسؤولون من أن توسيع العمليات قد يؤدي إلى مقتل مختطفين، وهو ما يعرفه جميع أعضاء القيادة السياسية".

ووفقا لصحيفة "هآرتس"، "يحذر كبار مسؤولي الجيش من أن السيطرة على المدينة لن تؤدي إلى هزيمة حماس". وردا على حرب الإبادة، تعلن كتائب القسام عن قتل وإصابة عسكريين وتدمير آليات إسرائيلية، وتبث مقاطع مصورة لبعض عملياتها.

وتأتي الغارات المكثفة على مدينة غزة والنسف اليومي لأبراجها السكنية والاستعدادات لاجتياحها بريا رغم تأكيد "حماس" مرارا استعدادها لإبرام اتفاق شامل لتبادل أسرى وإنهاء حرب الإبادة. وتؤكد المعارضة وعائلات الأسرى الإسرائيليين أن نتنياهو يواصل الحرب للحفاظ على منصبه، إذ يخشى انهيار حكومته في حال انسحب منها الجناح الأكثر تطرفا والرافض لإنهاء الحرب. ومحليا يُحاكم نتنياهو بتهم فساد تستوجب سجنه حال إدانته، وتطلب المحكمة الجنائية الدولية اعتقاله بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.

بدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 64 ألفا و871 شهيدا، و164 ألفا و610 مصابين من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 422 فلسطينيا بينهم 145 طفلا. ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراضي في سوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.

مشاركة المقال: