افتُتحت في جامعة دمشق فعاليات القمة الأكاديمية السورية للابتكار والتعليم والبحث والإصلاح، وذلك في مركز رضا سعيد للمؤتمرات. شهد الافتتاح حضور وزراء التعليم العالي والبحث العلمي، والمالية، والسياحة، والأوقاف، والصحة، والزراعة، والاتصالات وتقانة المعلومات، بالإضافة إلى عدد كبير من الأكاديميين السوريين والدوليين، والباحثين من مختلف أنحاء العالم، وعدد من المسؤولين وصناع القرار.
تأتي هذه القمة ضمن فعاليات المنتدى الأكاديمي السوري للإبداع، التعليم، البحث العلمي والإصلاح (سَفير)، الذي يمثل منصة محورية لانطلاق مشروع وطني بالغ الأهمية. كما تم إطلاق موسوعة التعليم العالي العالمية كخطوة استراتيجية لإعادة بناء التعليم العالي في سوريا.
خلال القمة، قُدّمت مداخلة موسعة تحت عنوان "نحو نموذج معرفي أصيل ومستدام: إعادة هندسة العلاقة التربوية وبناء المناهج الجامعية برؤية استراتيجية". أكدت المداخلة على أنه في ظل التغيرات الجذرية التي يشهدها التعليم العالي عالميًا، لم يعد مقبولًا الاستمرار في إدارة الجامعات بمنطلقات تقليدية. فالتعليم، باعتباره رافعة للتنمية الشاملة، يتطلب مراجعة نقدية للركائز التي تشكل الفضاء الجامعي.
ركزت المداخلة على بعدين أساسيين للإصلاح في التعليم العالي: أولاً، العلاقة بين الطالب وعضو الهيئة التدريسية، والتي يجب أن تقوم على الشراكة المعرفية والتفاعل والتقدير المتبادل. وحين يشعر الطالب بأنه محور العملية التعليمية، ينعكس ذلك إيجابًا على الأداء الجامعي ومخرجات البحث العلمي. هذه العلاقة تتطلب تمكين أعضاء هيئة التدريس في مهارات الإرشاد النفسي والقيادة الصفية.
ثانيًا، إصلاح المناهج وبناؤها على أسس معرفية وابتكارية. فالمناهج الحالية تعاني من الجمود ولا تستجيب لتحولات سوق العمل والاقتصاد الرقمي ومتطلبات الثورة الصناعية الرابعة. لذا، تصبح إعادة بناء المناهج ضرورة إستراتيجية، تُدار بمنهجية علمية تشاركية، وتعتمد على تحليل السياق واستشراف المستقبل وتكامل المهارات المعرفية والتقنية والسلوكية.
اختُتمت المداخلة بالتأكيد على ضرورة إعادة توجيه الاهتمام نحو الجوهر لا المظهر، ونحو الإنسان لا البناية، وإعادة هندسة الثقافة الجامعية. ودعت إلى تشكيل فرق عمل وطنية متعددة التخصصات لوضع أطر مرجعية جديدة للعلاقات التربوية وتصميم نماذج مناهج تستند إلى البعد القيمي والابتكار التربوي واحتياجات التنمية المستدامة.
تستمر القمة حتى يوم الأربعاء وتختتم برفع التوصيات للجهات المعنية.
*الكاتب؛مدرس الإدارة والإقتصاد والباحث في علوم القيادة المجتمعية والمشارك في القمّة
(موقع اخبار سوريا الوطن-2)