انطلقت في الدوحة أعمال القمة العربية الإسلامية الطارئة، وذلك لبحث تداعيات العدوان الإسرائيلي الذي استهدف قطر الأسبوع الماضي. وقد افتتح أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أعمال القمة بكلمة أكد فيها أن الدوحة تعرضت لاعتداء إسرائيلي سافر استهدف مناطق سكنية.
وأشار آل ثاني إلى أن قطر تبذل جهوداً حثيثة لوقف الحرب المدمرة على قطاع غزة، والتي تحولت إلى حرب إبادة جماعية، مبيناً أن استهداف الطرف المفاوض يهدف إلى إفشال المفاوضات. وأوضح أن العدوان الإسرائيلي فاجأ مواطني قطر والعالم، لأنه استهدف سيادة دولة وداس على المواثيق والأعراف الدولية، ويهدف إلى جعل غزة غير صالحة للسكن تمهيداً لتهجير أهلها، مؤكداً أن مخططات إسرائيل في المنطقة لن تمر، وأن إسرائيل لا ترفض السلام فحسب، بل تريد فرض إرادتها.
واختتم آل ثاني كلمته بالتأكيد على أن قبول إسرائيل بمبادرة السلام العربية كان سيوفر على المنطقة الكثير من المآسي. من جانبه، أكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه إدانته للعدوان الإسرائيلي على قطر، معرباً عن تضامنه الكامل معها، ومطالباً المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته لوقف الاعتداءات الإسرائيلية.
بدوره، وصف الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط الهجوم الإسرائيلي على الآمنين والمفاوضين بأنه خسة وجبن، ويعكس مستوى من السقوط الأخلاقي لا مثيل له. وأكد أن من يقود دولة الاحتلال الإسرائيلي اليوم مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، وقد أضاف إلى سجله جريمة جديدة، وأن جرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة والمنطقة لن تنسى، وهي تدمر كل أساس للتعايش السلمي.
رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، خلال كلمته، اعتبر الاعتداء الإسرائيلي على قطر الشقيقة تصعيداً خطيراً وانتهاكاً لقواعد القانون الدولي والعمل الدبلوماسي، ويمثل تهديداً مباشراً لأمن الدول، داعياً إلى الانتقال من الإدانة إلى الفعل الجماعي المنسق بين الدول العربية والإسلامية، وتشكيل تحالف عربي وإسلامي واسع لمواجهة التحديات.
وأكد ملك الأردن عبد الله الثاني أن العدوان الإسرائيلي على قطر تصعيد خطير يدفع المنطقة نحو الصراع، معتبراً إياه خرقاً واضحاً للقانون الدولي، ومشيراً إلى أن الحكومة الإسرائيلية المتطرفة تتمادى لأن المجتمع الدولي سمح لها أن تكون فوق القانون، وأن العدوان على قطر دليل على أن التهديد الإسرائيلي ليس له حدود.
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وصف العدوان الإسرائيلي على قطر بأنه انتهاك جسيم للقانون الدولي وتهديد خطير للأمن القومي العربي والإسلامي، وأن السلوك الإسرائيلي المنفلت والمزعزع للاستقرار من شأنه توسيع الصراع ودفع المنطقة نحو مزيد من التصعيد، مؤكداً أن الانفلات والغطرسة الإسرائيلية تتطلب من العالم العربي والإسلامي العمل معاً لمواجهتها.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال إن العدوان على الدوحة نقل العربدة الإسرائيلية إلى مستوى غير مسبوق، وأن الأمة الإسلامية تملك من القدرة والإمكانات ما يكفي لإحباط الأطماع الإسرائيلية التوسعية، مؤكداً أن إسرائيل تجر المنطقة للفوضى وعدم الاستقرار وهي مستمرة في جرائمها باستهداف الشعب الفلسطيني وارتكاب المجازر بحقه.
الرئيس الفلسطيني محمود عباس أكد التضامن الكامل مع قطر، مشيراً إلى أن المساس بأي دولة عربية وإسلامية هو مساس بالجميع، وأن مفتاح الأمن والاستقرار في المنطقة يكمن بوقف حرب الإبادة والتهجير وسرقة الأرض، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأراضي دولة فلسطين.
من جهته، أشار رئيس طاجيكستان إمام علي رحمن إلى أن العدوان الإسرائيلي على الدوحة يمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، ويعرقل تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة، وأن تعزيز وحدة الأمة الإسلامية أصبح ضرورة أكثر من أي وقت مضى.
رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيلي قال إن الاعتداء الإسرائيلي على الدوحة هو اعتداء على كل عربي ومسلم ودليل فاضح على طبيعة الاحتلال الوحشية.
بينما أشار الرئيس اللبناني جوزاف عون إلى أن اعتداء إسرائيل على أي بلد شقيق هو اعتداء على الجميع، وأن المستهدف الحقيقي من العدوان الإسرائيلي على الدوحة لم يكن مجموعة أشخاص، بل اغتيال مبدأ الوساطة والحوار، وأن الرد على العدوان الإسرائيلي على الدوحة يجب أن يكون أكثر وضوحاً، ولنقول للعالم إننا جاهزون للسلام وفقاً لمبادرة السلام العربية.
رئيس المالديف محمد معز قال إن العدوان الإسرائيلي على الدوحة هو عدوان على السلام نفسه، وهو يقوض جهود الوساطة، والوحشية الإسرائيلية في قطاع غزة هي هجوم على الكرامة الإنسانية، وتقوض الأمل والسلام في المنطقة.
وأكد الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني أن العدوان الإسرائيلي على الدوحة ليس عارضاً أو واقعة عابرة، بل هو حلقة تندرج في سلسلة من السياسات العدوانية التي دأب الاحتلال على انتهاجها، وأن طبيعة المرحلة التي تمر بها المنطقة تحتم علينا الانتقال إلى موقف موحد متماسك وفعل جماعي في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية.
ومن جانبه، قال الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود إن الصومال تقف بثبات مع قطر في الدفاع عن أمنها وسيادتها، وندعو مجلس الأمن للوفاء بالتزاماته في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين ووضع حد للاعتداءات الإسرائيلية.
أما رئيس جزر القمر عثمان غزالي فقال إن العدوان الإسرائيلي على قطر يستهدف أمن الجميع، وهو محاولة واضحة لإنهاء الدور النبيل لقطر في جهود الوساطة.