الأحد, 14 سبتمبر 2025 06:03 PM

خسائر فادحة في محصول القطن برأس العين وتل أبيض بسبب "دودة اللوز"

خسائر فادحة في محصول القطن برأس العين وتل أبيض بسبب "دودة اللوز"

عنب بلدي – رأس العين: يواجه مزارعو مدينتي رأس العين وتل أبيض شمالي سوريا تحديات كبيرة هذا الموسم، حيث يتخوفون من خسائر مالية نتيجة تفشي "دودة اللوز"، المعروفة محليًا بدودة القطن. هذه الحشرة تتغذى على أوراق وثمار القطن، مما يؤثر سلبًا على نمو المحصول وجودته، ويقلل من كمية الإنتاج اللازمة لتغطية تكاليف الزراعة وتحقيق الأرباح.

محمد العبدو (49 عامًا)، من قرية تل برغي التابعة لمدينة تل أبيض، قام برش محصوله أربع مرات هذا الموسم بهدف القضاء على دودة القطن. ولكنه وجد الدودة منتشرة حول جوز القطن، مسببة أضرارًا كبيرة. وأوضح أنه بعد الري الأخير، لم يتمكن من رش المحصول مرة خامسة خوفًا من تفاقم الضرر. لجأ إلى استخدام مبيد مخصص للقطن دون مياه، لكنه قضى على 30% فقط من الديدان.

أشار محمد إلى أن دودة القطن ألحقت أضرارًا بنحو 45% من المحصول، رغم استخدام أنواع مختلفة من المبيدات التي لم تكن فعالة.

مصطفى العامر (51 عامًا)، من قرية الأميرط شرقي مدينة رأس العين، لم يكن أوفر حظًا، حيث أصيب حقله البالغ مساحته 25 دونمًا بالدودة، رغم رشه خمس مرات للوقاية. اتهم مصطفى الصيدليات الزراعية ببيع أدوية تجارية غير فعالة، مؤكدًا أنها لم تقدم أي حماية للمحصول. وأوضح أنه حرص على شراء الأدوية ورشها كإجراء وقائي، لكن دون جدوى. وأشار إلى أن الدودة أضرت بنحو 40% من محصوله، بالإضافة إلى تراكم ديون بقيمة 750 دولارًا أمريكيًا.

يرى معظم المزارعين أن الأدوية لم تكن فعالة بما يكفي لمكافحة الدودة، ما دفعهم لاستخدام كميات أكبر من المبيدات أو تجربة أنواع أخرى.

المهندس الزراعي حميد الحسيني أوضح لعنب بلدي أن انتشار دودة اللوز في محاصيل تل أبيض ورأس العين يعود إلى الإهمال في الرصد المبكر وعدم متابعة الإصابات. وأشار إلى أن بعض المبيدات التجارية لم تكن فعالة، وأن طريقة الرش العشوائية وعدم الالتزام بالجرعات الموصى بها فاقمت المشكلة. وأكد أن هذا الأسلوب يزيد من خطر تضرر الجوزة ويقلل الإنتاج. وأضاف أن دودة اللوز ألحقت ضررًا بنحو 40% من المحاصيل في المنطقتين.

دعا الحسيني إلى اتباع الطرق العلمية في مكافحة الدودة للحفاظ على جودة الإنتاج، وتجنب الخسائر المالية.

مدير الزراعة والثروة الحيوانية في المجلس المحلي برأس العين، مجد كسار، ذكر لعنب بلدي أن العام الحالي شهد زراعة 70,000 دونم من القطن في رأس العين، مقارنة بـ 27,000 دونم في العام السابق. وأوضح أن انتشار الدودة يعود إلى الجفاف وارتفاع درجات الحرارة وضعف المبيدات الزراعية المتوفرة. وأضاف أن المديرية قدمت استشارات وجولات ميدانية، وحذرت من استخدام بعض المبيدات، معتبرًا أن الاعتماد على القرارات الفردية أدى إلى تفاقم المشكلة. وأشار إلى أن نسبة الضرر الحقيقية في رأس العين تصل إلى نحو 38%.

تعتمد مدينتا رأس العين وتل أبيض بشكل رئيس على الزراعة، مما يحد من فرص العمل المتنوعة. كما أن ضعف البنية التحتية والخدمات وضيق المساحة يقلل من القدرة على جذب الاستثمارات، مما يؤثر على القدرة الشرائية للسكان.

وفقًا لأرقام حصلت عليها عنب بلدي، تبلغ مساحة الأراضي الزراعية في رأس العين 1.270 مليون دونم، المزروعة منها 200,000 دونم فقط، بينما تتجاوز مساحة الأراضي البعلية 420,000 دونم، وباتت متصحرة نتيجة تراجع مستوى المياه. وفي تل أبيض، تبلغ مساحة الأراضي الزراعية 1.190 مليون دونم، والمروية المزروعة 310,000 دونم، والبعلية المزروعة 431,000 دونم.

تقع رأس العين وتل أبيض بمحاذاة الحدود التركية، وتسيطر عليهما الحكومة السورية، وتحيط بهما جبهات القتال مع "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، ويعتبر منفذها الوحيد نحو الخارج هو الحدود التركية.

مشاركة المقال: