السبت, 13 سبتمبر 2025 12:27 PM

تهميش الإعلام: هل تتجاهل الشركات دور الصحافة في صناعة النجاح؟

تهميش الإعلام: هل تتجاهل الشركات دور الصحافة في صناعة النجاح؟

دمشق – فادي المطلق

في حين يُفترض أن يكون الإعلام شريكًا محوريًا في صناعة الأحداث وإبرازها، يلاحظ المراقبون أن بعض منظمي المؤتمرات والمعارض، بمن فيهم شركات كبرى ذات وزن في السوق، يتعاملون مع الإعلام بمنطق التهميش والتقليل من شأنه، متناسين أن أي فعالية، مهما بلغت أهميتها، تفقد جزءًا كبيرًا من تأثيرها في غياب التغطية الإعلامية المناسبة أو في حال التعامل مع الإعلام كعنصر ثانوي.

يتكرر هذا السيناريو: مؤتمرات تبدأ متأخرة بشكل ملحوظ، جداول أعمال غير منظمة، واستقبال غير لائق للصحفيين والإعلاميين الذين حضروا لتغطية الحدث. والأدهى من ذلك أن بعض الشركات أصبحت تضع الإعلاميين في ذيل قائمة الأولويات، فلا توفر لهم مقاعد مناسبة، ولا تسهيلات مهنية، ولا حتى الاحترام الذي يستحقونه.

مثال من قطاع السيارات

في واقعة حديثة، أقامت إحدى شركات السيارات العالمية مؤتمرًا صحفيًا للإعلان عن طراز جديد. وعلى الرغم من التغطية الإعلامية الواسعة المتوقعة، تفاجأ الحاضرون بتأخر انطلاق المؤتمر لأكثر من ثلاث ساعات عن الموعد المحدد، مع تجاهل تام لشكاوى الصحفيين الذين تحملوا مشقة الحضور. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل مُنع الإعلاميون من الجلوس على المقاعد، بحجة أنها "مخصصة للشخصيات الكبيرة"، في إشارة واضحة إلى أن قيمة الإعلام ليست ضمن اهتمامات الشركة.

انعكاسات سلبية على الصورة

هذه الممارسات ليست مجرد تفاصيل تنظيمية، بل تعكس تفكيرًا يعتبر الإعلام مجرد "أداة إعلانية مجانية" وليس شريكًا استراتيجيًا في تعزيز الصورة الذهنية وبناء السمعة. إن تجاهل الإعلام أو التعامل معه بتعال يؤدي في النهاية إلى نتائج عكسية، حيث يفقد الجمهور الثقة في هذه الفعاليات، وينتقل الانطباع السلبي إلى المستهلك النهائي.

المطلوب: شراكة لا استبعاد

الضرورة اليوم تقتضي أن تعيد الشركات ومنظمو المعارض النظر في أسلوب تعاملهم مع الإعلام. فالصحفي ليس مجرد زائر عابر، بل هو حلقة الوصل بين الحدث والجمهور. توفير بيئة عمل مهنية، احترام المواعيد، وتخصيص مساحات لائقة للإعلاميين ليست مجرد أفعال مجاملة، بل هي استثمار مباشر في نجاح الفعالية.

في الختام، من يتجاهل الإعلام يقلل من قيمة نفسه قبل أن يقلل من قيمة الآخرين.

مشاركة المقال: