كوباني – فتاح عيسى
أكدت الرئيسة المشاركة لمديرية المياه في كوباني، زوزان خليل، يوم الخميس، أن الجفاف والاستهدافات التركية المتكررة، بالإضافة إلى انخفاض منسوب مياه نهر الفرات، تعتبر الأسباب الرئيسية وراء أزمة نقص المياه التي تعاني منها مدينة كوباني وريفها في شمال سوريا.
وفي تصريح خاص لنورث برس، أوضحت خليل أن المحطة الرئيسية التي تغذي مدينة كوباني قد توقفت عن العمل بشكل كامل بعد استهدافها من قبل الطيران التركي. وأشارت أيضاً إلى أن محطة المياه الموجودة في بلدة القناية، والتي بدورها تغذي 16 قرية، قد خرجت أيضاً عن الخدمة نتيجة لاستهدافها من قبل المجموعات المسلحة الموالية لتركيا.
تواجه مدينة كوباني وريفها صعوبات كبيرة في تأمين مياه الشرب، خاصة خلال فصل الصيف، وذلك بسبب الاستهدافات المتكررة لمحطات المياه، بالإضافة إلى تفاقم حالة الجفاف التي تشهدها المنطقة والانخفاض المستمر في منسوب نهر الفرات.
وأوضحت خليل أن المديرية قد لجأت إلى تنفيذ مشروع إسعافي عقب استهداف محطة ضخ المياه الواقعة على نهر الفرات، وتضمن هذا المشروع حفر ستة آبار ارتوازية وربطها بالشبكة الرئيسية. إلا أنه مع بداية فصل الصيف، جفت هذه الآبار نتيجة لموسم الجفاف الحاد وعدم هطول الأمطار الكافية خلال فصل الشتاء.
كما أشارت إلى أن الحفر العشوائي للآبار في المنطقة ساهم بشكل كبير في إضعاف المخزون الجوفي للمياه. وأضافت أن انخفاض منسوب نهر الفرات وارتفاع درجات الحرارة قد أدى إلى جفاف معظم الآبار التي تم حفرها بعمق يتراوح بين 150 و210 أمتار.
وذكرت أن خطط المديرية لعام 2025 تتضمن حفر بئرين جديدين بهدف تغذية محطة "مشته نور"، التي تعتبر المصدر الرئيسي لتأمين المياه لأربعة أحياء في المدينة.
وشددت على أن نهر الفرات يمثل المصدر الرئيسي لتغذية مدينة كوباني بالمياه، إلا أن الوارد المائي قد انخفض بشكل كبير، مما يجبر المديرية على تشغيل مضخة واحدة فقط بدلاً من ثلاث مضخات.
وأفادت بأن المديرية تقوم حالياً بتنفيذ مشاريع لحفر آبار جديدة في الجهة الشرقية من المدينة، بالإضافة إلى توسيع شبكة المياه لتغذية الأحياء والقرى التي حرمت من الخدمة، ومن بينها حي "بوطان شرقي"، الذي يتم تزويده بالمياه حالياً عبر الصهاريج، على أن يتم توصيله مستقبلاً بخط مباشر من خزان "مشته نور" وصولاً إلى ملعب قرية "مميت" الواقعة في الطرف الجنوبي من المدينة.
وأضافت أن مشاريع المديرية خلال عام 2026 ستشمل توسيع الشبكة في "الحي الجديد" الذي يشهد كثافة سكانية متزايدة، بالإضافة إلى تنظيم شبكة حي "بوطان شرقي" بشكل منظم بعد أن كانت التوصيلات فيه عشوائية، بهدف ضمان وصول المياه إلى جميع المنازل.
إعداد: فتاح عيسى – تحرير: محمد القاضي