الأربعاء, 10 سبتمبر 2025 05:45 PM

تصاعد الإدانات الدولية لهجوم الدوحة وإسرائيل تواجه تهديدًا بعقوبات أوروبية

تصاعد الإدانات الدولية لهجوم الدوحة وإسرائيل تواجه تهديدًا بعقوبات أوروبية

تتزايد الإدانات الدولية للهجوم الذي استهدف العاصمة القطرية الدوحة، وذلك عقب قيام إسرائيل بشن ضربة جوية استهدفت مواقع لقيادة حركة “حماس”، مما أدى إلى تصعيد التوترات في المنطقة بشكل غير مسبوق.

وفي هذا السياق، صرحت رئيسة المفوضية الأوروبية بأنها ستقترح “تدابير جديدة تستهدف إسرائيل”.

وأعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، اليوم الأربعاء، أن المفوضية ستقترح فرض عقوبات على وزراء إسرائيليين متطرفين وتعليقًا جزئيًا لاتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، على أن يستهدف ذلك المسائل المتعلقة بالتجارة.

وأضافت فون دير لاين، في تصريحات أدلت بها خلال خطاب حالة الاتحاد أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ، أن المفوضية ستضع الدعم الثنائي لإسرائيل قيد التعليق، مع عدم التأثير على عمل المجتمع المدني الإسرائيلي ولا عمل ياد فاشيم، وهو المركز الرئيسي لذكرى المحرقة اليهودية (الهولوكوست) في إسرائيل.

وكانت المفوضية قد اقترحت من قبل الحد من استفادة إسرائيل من برنامجها الأساسي لتمويل الأبحاث، إلا أنها لم تنجح في حشد الدعم الكافي من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لتنفيذ تلك الخطوة.

وأكدت فون دير لاين أن المفوضية ستفعل حاليًا ما بوسعها بمفردها.

وكشفت أن المفوضية ستنشئ مجموعة مانحين للفلسطينيين في الشهر المقبل، بما في ذلك أداة لإعادة إعمار قطاع غزة.

روسيا: “انتهاك صارخ” لميثاق الأمم المتحدة

ونددت روسيا بالهجوم الإسرائيلي على أعضاء حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في العاصمة القطرية الدوحة، وحثت جميع الأطراف على الامتناع عن أي أعمال من شأنها تصعيد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: “تعد روسيا هذا الواقعة انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتعديًا على سيادة دولة مستقلة وسلامة أراضيها، وخطوة تؤدي إلى مزيد من التصعيد وزعزعة استقرار الوضع في الشرق الأوسط”.

وأضافت “هذه الأساليب في محاربة من تعدهم إسرائيل أعداء ومعارضين لها تستحق أشد التنديدات”.

وقالت روسيا “الهجوم الصاروخي على قطر لا يمكن اعتباره إلا محاولة لتقويض الجهود الدولية الرامية إلى إيجاد حلول سلمية”.

الصين: موقف غير متوازن لبعض القوى

نددت وزارة الخارجية الصينية اليوم الأربعاء بالهجمات الإسرائيلية على الدوحة، وربطتها بما وصفته بأنه “موقف غير متوازن لبعض القوى الخارجية تجاه قضايا الشرق الأوسط”، في إشارة واضحة إلى الولايات المتحدة.

ووصفت الولايات المتحدة الضربات بأنها هجوم أحادي الجانب لا يخدم المصالح الأميركية والإسرائيلية.

وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية، لين جيان، في مؤتمر صحافي دوري إن بكين تعارض بشدة انتهاك إسرائيل لسيادة قطر.

وأضاف “تحث الصين بشدة جميع الأطراف المعنية، وخاصة إسرائيل، على بذل جهود إيجابية أكبر لتهدئة القتال واستئناف المفاوضات بدلا من فعل العكس”.

وبدون ذكر الولايات المتحدة بالاسم، حثت الصين “بعض القوى الكبرى… على الاضطلاع بدور بناء في تعزيز وقف إطلاق النار وإنهاء الأعمال القتالية وتخفيف التوترات الإقليمية”.

وأشار لين إلى أن الهجوم “مرتبط ارتباطا وثيقا بموقف طويل الأمد وغير متوازن لبعض القوى الخارجية تجاه قضايا الشرق الأوسط”.

ويعقد مجلس الأمن الدولي اليوم الأربعاء جلسة طارئة للبحث في الغارات التي شنّتها إسرائيل على الدوحة واستهدفت اجتماعاً لقادة حركة “حماس”، بحسب ما أفادت مصادر دبلوماسية.

وقالت المصادر إنَّ الجلسة ستعقد في الساعة 15:00 (19:00 توقيت غرينتش) بطلب من الجزائر وباكستان على وجه الخصوص.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه نفّذ الثلاثاء في الدوحة غارات جوية استهدفت قادة كباراً في “حماس” التي أكّدت من جهتها نجاة مفاوضيها المستهدفين.

انتقاد نادر من ترامب لنتنياهو

ووجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب انتقادا نادرا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقب الغارات الجوية التي استهدفت قادة حركة حماس في قطر، ساعيا للنأي بنفسه عن ضربة وجّهها حليف لبلاده الى آخر.

واعتمد ترامب حيال رئيس الوزراء الإسرائيلي لهجة غير معهودة، بعدما وفّر له دعما غير محدود منذ عودته الى البيت الأبيض في كانون الثاني/يناير.

ولم يخف الرئيس الأميركي عدم ارتياحه للضربة، مؤكدا أنه حاول وقفها لكن “للأسف كان الأوان قد فات”. ونفى ترامب على منصته تروث سوشال أن يكون قد اضطلع بأيّ دور في الضربة، مؤكدا أنّ قرار شنّها اتّخذه نتنياهو.

وتابع “أرى قطر حليفة وثيقة وصديقة للولايات المتحدة، وأشعر بسوء بالغ جراء مكان الهجوم”، رغم تأكيده في الوقت عينه أن القضاء على الحركة الفلسطينية يبقى “هدفا نبيلا”.

ويعد الهجوم الإسرائيلي غير المسبوق على قطر مسألة بالغة الحساسية بالنسبة الى الولايات المتحدة. فإضافة الى دور الوساطة الذي تؤديه الدوحة منذ بدء الحرب في قطاع غزة قبل نحو عامين، تستضيف الإمارة الخليجية قاعدة العديد الجوية، وهي الأكبر لواشنطن.

كما زار ترامب قطر خلال جولته الخليجية في وقت سابق من هذا العام، وقدمت له الدوحة طائرة فاخرة من طراز طراز بوينغ 747-8 ليستخدمها كطائرة رئاسية، وهي خطوة أثارت انتقادات واسعة في الولايات المتحدة.

وبعد الضربة الإسرائيلية، أصدر ترامب بيانا يتماهى بشكل كبير مع بيان مكتوب سبق للمتحدثة باسم الرئاسة الأميركية كارولاين ليفيت أن تلته أمام الصحافيين في البيت الأبيض.

وقال ترامب إن “قصفا بشكل أحادي لقطر، وهي دولة ذات سيادة وحليف وثيق للولايات المتحدة، تعمل بجدّ وتقدم معنا بشجاعة على مخاطر لتحقيق السلام، لا يخدم أهداف إسرائيل أو أميركا”.

”مخاوف”

وحرص الرئيس الأميركي على إظهار أن واشنطن لم تكن على علم مسبقا بالهجوم الإسرائيلي على الدوحة.

وأكد أن البيت الأبيض “أبلِغ من قبل الجيش الأميركي بأن إسرائيل تهاجم حماس التي كانت للأسف في منطقة بالدوحة”. أضاف “أصدرت توجيهات على الفور للمبعوث الخاص ستيف ويتكوف، لإخطار القطريين بالهجوم الوشيك، وهو ما قام به، لكن للأسف كان قد الأوان قد فات لوقف الهجوم”.

وأشار الرئيس الأميركي الى أنه تواصل مع نتنياهو عقب الهجوم. وأوضح “أبلغني رئيس الوزراء بأنه يريد تحقيق السلام. أعتقد أن هذا الحادث المؤسف يمكن أن يكون بمثابة فرصة للسلام”.

وكانت ليفيت أبلغت الصحافيين في وقت سابق أن ترامب نقل إلى نتنياهو رسالة “واضحة للغاية” بشأن “مخاوفه”.

وسارع ترامب بعد الضربة الى الطلب من ماركو روبيو، وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي في الولايات المتحدة، بإنجاز اتفاق تعاون دفاعي مع قطر.

وقال الرئيس الأميركي إنه أجرى اتصالا هاتفيا بأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بعد الضربة الإسرائيلية، وأكد له أن “أمرا كهذا لن يتكرر”.

الدوحة “تحتفظ بحق الرد”

من جهتها، أكدت الدوحة على لسان رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أنها “تحتفظ بحق الرد” على الضربة الإسرائيلية.

وشدد آل ثاني على أن قطر لم تبلغ بالهجوم مسبقا من واشنطن، مشيرا الى أن الاتصال الأميركي لم يحصل سوى بعد مرور نحو عشر دقائق على وقوع الضربة.

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

مشاركة المقال: