الأربعاء, 10 سبتمبر 2025 09:33 AM

ازدهار صناعة الدفاع الألمانية: فرص عمل واعدة ونمو مستدام

ازدهار صناعة الدفاع الألمانية: فرص عمل واعدة ونمو مستدام

يتوقع إنتسو فيبر، الخبير الألماني في سوق العمل، انتعاشًا مستدامًا وطويل الأمد في قطاع صناعة الدفاع الألمانية، مدفوعًا بزيادة الإنفاق الدفاعي. وأكد فيبر، الخبير لدى معهد أبحاث التوظيف وسوق العمل (آي إيه بي) في نورنبرغ، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، أن هذا الاتجاه التصاعدي سيكون مستدامًا لسنوات عديدة.

وأشار مدير قسم التوقعات وتحليلات الاقتصاد الكلي بالمعهد إلى أن إعفاء الإنفاق الدفاعي من قيود الاستدانة يفتح المجال أمام ضمانات التمويل، مما يعزز قدرة الحكومة على دعم القطاع. ووفقًا لدراسة أجراها المعهد، فإن رفع الإنفاق الدفاعي الألماني من 2% إلى 3% من الناتج المحلي الإجمالي بتمويل من القروض، يمكن أن يوفر ما يصل إلى 200 ألف وظيفة جديدة.

ودعا فيبر الحكومة إلى استغلال هذه الموارد المالية في إحداث تحول نوعي في الصناعة عبر تعزيز الابتكار والمنافسة، مؤكدًا أن التحدي يكمن في كيفية استغلال هذه الأموال لتحقيق تجديد صناعي فعلي.

وعلى عكس العديد من القطاعات الأخرى التي تشهد تراجعًا، يرى فيبر أن قطاع الصناعات الدفاعية في ألمانيا يشهد ازدهارًا مستمرًا منذ عامين تقريبًا، مع تزايد ملحوظ في أعداد الموظفين في الشركات العاملة في هذا القطاع، بينما يتراجع التوظيف في القطاعات الصناعية الأخرى.

وفي مجموعة "راينميتال" للصناعات الدفاعية، على سبيل المثال، ارتفع عدد طلبات التوظيف من ألمانيا من حوالي 59 ألفًا في عام 2021 إلى 175 ألفًا في عام 2024، منها 120 ألف طلب قُدِّم خلال النصف الأول فقط من هذا العام، بحسب متحدث باسم المجموعة. وأوضح المتحدث أن الشركة المصنعة للدبابات وأنظمة الدفاع الجوي توظف حوالي 500 موظف جديد شهريًا منذ بداية هذا العام، معظمهم في مجالات الإنتاج وتكنولوجيا المعلومات، ويجري البحث حاليًا عن موظفين في اختصاصات تطوير المنتجات والإنتاج، مثل المهندسين وخبراء الميكاترونيات.

أما شركة "رينك" في أوغسبورغ، فتعتزم مواصلة التوسع في قوتها العاملة خلال السنوات المقبلة، لكنها أشارت إلى أن التحسينات الكبيرة في الكفاءة الإنتاجية قد تقلل من الحاجة إلى أعداد كبيرة من الموظفين مقارنة بما كان متوقعًا عام 2023، بحسب متحدث باسم الشركة.

وفي السياق ذاته، ذكرت مجموعة "ديل" أن قسم الدفاع لديها يشهد زيادة مستمرة في أعداد المتقدمين للوظائف يقدر بالمئات سنويًا، كما تم تعيين أكثر من ألف موظف جديد في عام 2024 وحده، بحسب متحدثة باسم الشركة. ومن المتوقع استمرار هذا الاتجاه بنفس الحجم حتى عام 2026. وتنتج "ديل" أنظمة دفاعية مثل نظام الدفاع الجوي "إريس-تي"، المستخدم أيضًا في أوكرانيا.

ويرى فيبر أن قطاع الدفاع يمثل فرصة مهمة لإعادة دمج العمالة المتخصصة من قطاعات أخرى تعاني من التراجع، لا سيما قطاع السيارات وقطع الغيار، مؤكدًا أنه يمكن للعمال المهرة من هذه القطاعات الانتقال بنجاح إلى صناعة الدفاع من خلال الاستشارات والتدريب المستهدف.

ورغم التفاؤل بشأن نمو القطاع، أشار فيبر إلى أن حجم صناعة الدفاع لا يزال صغيرًا نسبيًا ولا يمكنه وحده تعويض التراجع الصناعي العام في ألمانيا، موضحًا أن القوة العاملة المباشرة في قطاع صناعة الأسلحة تبلغ حاليًا 17 ألف شخص، وذلك دون احتساب الموردين أو الشركات التي تصنع منتجات مزدوجة الاستخدام (مدني وعسكري)، مثل أنظمة الاتصالات.

(DW)

مشاركة المقال: