منذ تأسيسه، حافظ «مهرجان البندقية السينمائي» على صورته كرمز للفخامة والنجومية، وهذا العام لم يختلف. نجوم هوليوود تألقوا على السجادة الحمراء، لكن خلف هذا البريق، كانت السينما تتناول قضايا الواقع.
لم تعد السينما ترفاً، بل أداة لمواجهة عالم يواجه تحديات. الأفلام وثقت خطوط التماس الإنسانية، مذكرة بأن الفن الصادق يكشف الواقع لا يجمّله. رئيس لجنة التحكيم، ألكسندر باين، أكد على أهمية السينما، لكن الأفلام أظهرت أن الحياد لم يعد ممكناً.
خارج الشاشة، الاحتجاجات وشارات فلسطين عبرت عن رفض الصمت. «البندقية»، التي اعتادت الحياد، انحازت إلى الحقيقة.
جيم جارموش فاز بجائزة «الأسد الذهبي» عن فيلمه «أب أم أخت أخ»، الذي يفكك عبثية الحياة اليومية وينقل هذا السعي إلى قلب العائلة.
جائزة لجنة التحكيم الكبرى ذهبت إلى فيلم «صوت هند رجب» لكوثر بن هنية، كتعبير عن تضامن إنساني. بيني سفدي فاز بجائزة أفضل مخرج عن فيلمه «آلة السحق»، الذي يوثق حياة المصارع مارك كير.
جائزة لجنة التحكيم الخاصة ذهبت إلى الفيلم الوثائقي «تحت السحاب» لجيانفرانكو روسّي، الذي يروي مدينة نابولي بطريقته الخاصة. أفضل سيناريو ذهب للفرنسية فاليري دونزيلّي وفيلمها «في العمل». أما جائزة أفضل ممثل، فذهبت للإيطالي الكبير توني سيرفلّو في فيلم «النعمة» لباولو سورنتينو، الذي أشاد بالشعب الفلسطيني. ونالت جائزة أفضل ممثلة الصينية كزن زيلي عن فيلم «الشمس تشرق علينا جميعاً» للمخرج الصيني كاي شانغجون.
«مهرجان البندقية» في دورته الـ 82 كان مرآة تعكس هشاشة العالم وتوتراته.