الإثنين, 8 سبتمبر 2025 12:57 AM

تقرير ألماني يكشف: كيف اختطف نظام الأسد أطفال سوريا ومصير المئات لا يزال مجهولاً

تقرير ألماني يكشف: كيف اختطف نظام الأسد أطفال سوريا ومصير المئات لا يزال مجهولاً

صرخات وأمهات مكلومات يتشبثن بأطفالهن، لكن أجهزة نظام الأسد تنتزعهم قسراً. آلاف الأطفال السوريين اختُطفوا، ولا يزال مصير الكثيرين منهم مجهولاً حتى اليوم.

وفقاً لتقديرات الشبكة السورية لحقوق الإنسان، هناك ما لا يقل عن 3,700 طفل مفقود في سوريا. العديد منهم اختُطفوا على يد أجهزة المخابرات. وتكشف وثائق اطلعت عليها صحيفة Die Zeit الألمانية أن عدداً منهم أُودع في دور أيتام سورية ودولية، بما في ذلك قرى أطفال SOS، قبل أن تختفي آثارهم.

أجرت الصحيفة مقابلات مع آباء وأمهات وأقارب لأطفال مخطوفين، وراجعت عشرات الوثائق الرسمية التي توثق عمليات الخطف. ويكشف التقرير أن مصير هؤلاء الأطفال يمثل واحدة من أبشع جرائم نظام الأسد، والتي لم يتم الكشف عن حقيقتها الكاملة حتى الآن.

من بين الشهادات المؤثرة قصة سكينة جبّاوي من درعا، التي اعتُقلت عام 2018 مع ابنتها هبة، البالغة من العمر عشرين شهراً. نُقلت الأم والطفلة إلى زنزانة مكتظة في معتقل المخابرات الجوية بدمشق، حيث عانى الأطفال من نقص حاد في الهواء والضوء والطعام. بعد عشرين يوماً من الاعتقال، أجبر عناصر الأمن الأمهات على تسليم أطفالهن.

تقول سكينة: "اعتقدنا أنهم سيخرجونهم إلى الشمس، لكن إحدى المعتقلات أخبرتني: إنهم يأخذون الأطفال بعيداً." بعد خمسة أشهر، أُفرج عن جبّاوي، لتبدأ رحلة بحث طويلة عن طفلتها. زارت عائلتها جميع دور الأيتام في دمشق دون جدوى، قبل أن تكتشف لاحقاً أن هبة كانت محتجزة بالفعل في أحدها. وبعد عام كامل، نجحت بمساعدة محامٍ في استعادتها. اليوم تبلغ هبة تسع سنوات، ولا تتذكر شيئاً من تلك الفترة.

وثائق مسرّبة من أجهزة النظام، اطلعت عليها الصحيفة، تثبت أن أطفالاً مثل هبة كانوا يُسجّلون رسمياً لدى السلطات. أحد هذه المستندات، موجه من المخابرات الجوية إلى محافظ ريف دمشق، يتضمن قائمة بأطفال تتراوح أعمارهم بين عام و11 عاماً، مع تعليمات: "يرجى وضعهم في الحجز المناسب، والحفاظ على سرية أسمائهم، وعدم اتخاذ أي إجراء دون موافقتنا."

مثل أنظمة استبدادية أخرى، حرص نظام الأسد على توثيق جرائمه: من القتلى في أقبية المخابرات، إلى أعداد المدفونين في المقابر الجماعية، وصولاً إلى الأطفال المسروقين من أهاليهم. وبعد سقوط النظام، جرى جمع هذه الملفات من قبل سلطات جديدة، ومنظمات غير حكومية، وصحفيين، وأهالي الضحايا.

بعض هذه الوثائق وصل إلى رابطة عائلات قيصر، التي أتاحت لـ Die Zeit الاطلاع عليها. هذه الوثائق تكشف أن بعض الأطفال وُضعوا في دور أيتام سورية، بينما سُلّم آخرون إلى رعاية منظمات دولية مثل SOS-Kinderdörfer في دمشق، في واحدة من أبشع الجرائم التي تفضح وحشية نظام الأسد تجاه المدنيين والأبرياء.

مشاركة المقال: