السبت, 6 سبتمبر 2025 07:54 PM

تقرير يكشف: سوريا تواجه أسوأ موجة جفاف منذ عقود وتداعيات خطيرة على الأمن الغذائي

تقرير يكشف: سوريا تواجه أسوأ موجة جفاف منذ عقود وتداعيات خطيرة على الأمن الغذائي

كشفت صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن تفاقم أزمة الجفاف في سوريا والمنطقة، محذرة من المخاطر التي تهدد الأمن الغذائي، والذي يعاني أصلاً بسبب سياسات النظام السابق. وأكد تقرير الصحيفة أن موجة الجفاف الحالية هي الأشد منذ عقود، حيث تشهد الأنهار والبحيرات انحساراً ملحوظاً، وتذبل المحاصيل الزراعية نتيجة لتراجع معدلات هطول الأمطار المستمر.

ونقل التقرير عن المزارع منصور محمود الخطيب معاناته من عدم القدرة على الوصول إلى مزرعته في ضاحية السيدة زينب بدمشق خلال فترة الحرب بسبب إغلاق ميليشيا حزب الله للطرق. ورغم انتهاء تلك المشكلة، إلا أن الجفاف ألحق دماراً بمزرعته وجفف الآبار التي كانت ترويها.

ويشير التقرير إلى ضرورة اتخاذ الدول المتضررة خطوات عاجلة للتخفيف من الآثار السلبية للجفاف، مثل تعزيز تخزين مياه الأمطار، والتحول إلى زراعات أكثر تحملاً للجفاف، واستخدام أنظمة ري أكثر كفاءة. وأوضح جلال الحمود، مسؤول الأمن الغذائي الوطني في منظمة الأغذية والزراعة (فاو) في سوريا، أن المزارعين، الذين يعانون أصلاً من ضائقة مالية بسبب الحرب الطويلة، يفتقرون إلى القدرة على مواجهة آثار الجفاف، في حين تعاني المدن الكبرى من انقطاعات في المياه تمتد لأيام.

يذكر أن إنتاج سوريا من القمح قبل عام 2011 كان يتجاوز 4 ملايين طن سنوياً ويكفي لتغطية حاجة السكان، بينما تشير تقديرات وزارة الزراعة اليوم إلى أن الحصاد لن يتجاوز مليون طن هذا العام، مما سيضطر الدولة إلى استيراد ما يصل إلى 70% من احتياجاتها. وحذر سعيد إبراهيم، مدير التخطيط الزراعي والاقتصادي في وزارة الزراعة السورية، من أن الاعتماد الكامل على الواردات غير مستدام، مشيراً إلى أن نهر العاصي في إدلب قد جف لأول مرة، وظهرت الأسماك النافقة على مجراه، بينما تراجع منسوب المياه الجوفية أكثر من 10 أمتار خلال أشهر قليلة.

ويؤكد خبراء المناخ أن المنطقة بأسرها تواجه خطراً متزايداً مع استمرار التغير المناخي الذي يجعلها أكثر جفافاً عاماً بعد آخر، ويحذرون من أن غياب إجراءات عاجلة، مثل تخزين مياه الأمطار والتحول إلى محاصيل مقاومة للجفاف وتطوير أنظمة ري فعالة، قد يجعل مساحات واسعة من الأراضي الزراعية غير صالحة للزراعة في العقود المقبلة. وأشار مضر ديوب، المتحدث باسم وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، إلى أن محصول القمح هذا العام لن يكفي لأكثر من شهرين أو ثلاثة، وأن الحكومة تعتمد حالياً على توقيع عقود لاستيراد القمح من الخارج وعلى التبرعات، بما في ذلك من العراق المجاور.

ولا تقتصر الأزمة المائية على الداخل السوري، ففي لبنان تقلصت بحيرة القرعون إلى بركة صغيرة بعد شتاء جاف غير مسبوق، مما حرم سوريا من جزء من حصتها في المياه العابرة للحدود، بحسب ما نقله موقع الجزيرة نت عن الصحيفة. ويشكّل سد نهر الليطاني في سهل البقاع اللبناني بحيرة القرعون، وهي خزان مائي يمتد على نحو 12 كيلومتراً مربعاً، وعادة ما يتدفق إلى البحيرة نحو 350 مليون متر مكعب من المياه في موسم الأمطار، وهو ما يغطي ثلث احتياجات لبنان السنوية، لكن هذا العام لم يتجاوز التدفق 45 مليون متر مكعب، بحسب التقرير. وقد زادت أزمة المياه في لبنان من تفاقم الجفاف في سوريا، التي تعتمد جزئياً على الأنهار القادمة من جارها الغربي، وأكبرها نهر العاصي.

مشاركة المقال: