الجمعة, 5 سبتمبر 2025 10:55 PM

تصاعد الاغتيالات في دمشق: من كفرسوسة إلى المزة.. استهدافات إسرائيلية تطال قيادات بارزة

تصاعد الاغتيالات في دمشق: من كفرسوسة إلى المزة.. استهدافات إسرائيلية تطال قيادات بارزة

تشهد العاصمة السورية دمشق تصعيداً خطيراً من قبل إسرائيل، يتركز في أحياء مثل المزة وكفرسوسة، حيث تتزايد عمليات القصف والاغتيال، مما جعل هذه المناطق هدفاً دائماً للهجمات الجوية والصاروخية التي تهدد أمن المدنيين وتزعزع استقرار العاصمة.

في 24 أكتوبر، استهدفت غارة إسرائيلية مبنى سكنياً في حي كفرسوسة، مما أسفر عن مقتل جندي سوري وإصابة سبعة آخرين، بالتزامن مع ضربات طالت مواقع عسكرية في ريف حمص. وجاء هذا الهجوم بعد أيام من عملية مماثلة في حي المزة، حيث قُتل شخصان داخل سيارة، أحدهما قيادي في "حزب الله" مسؤول عن التحويلات المالية، وفقاً لإعلان إسرائيلي رسمي.

تكررت عمليات الاغتيال في هذين الحيين، اللذين يضمان مقار استخباراتية وسفارات وهيئات دولية، مما يعكس تحولاً في طبيعة الاستهداف الإسرائيلي من ضربات عسكرية تقليدية إلى اغتيالات دقيقة لشخصيات بارزة. ومن أبرز هذه العمليات مقتل حسن جعفر القصير، صهر الأمين العام السابق لـ"حزب الله"، في الأول من أكتوبر.

منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل و"حزب الله" في سبتمبر الماضي، تصاعدت الهجمات الإسرائيلية على دمشق وريفها، مع تغير واضح في الأهداف، حيث باتت الضربات تستهدف قياديين من "حماس" و"حزب الله" و"الحرس الثوري الإيراني"، باستخدام صواريخ موجهة بدقة.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، نفذت إسرائيل 121 هجوماً على الأراضي السورية منذ بداية عام 2024، منها 99 غارة جوية و22 هجوماً برياً، أسفرت عن تدمير أكثر من 200 هدف ومقتل 261 عسكرياً، بينهم عناصر من إيران و"حزب الله" وفصائل عراقية وسورية موالية لطهران، إضافة إلى 42 مدنياً، بينهم عائلة يمنية وطبيب وزوجته وأطفاله.

حي كفرسوسة، الذي أصبح مركزاً سكنياً مفضلاً للقيادات الإيرانية منذ تدخل طهران في الصراع السوري عام 2013، بات في قلب الاستهداف الإسرائيلي، إلى جانب حي المزة الذي يضم السفارة الإيرانية ومقار دبلوماسية حساسة. وفي أبريل الماضي، دمرت غارة إسرائيلية مقراً تابعاً للسفارة الإيرانية في المزة، مما أدى إلى مقتل 16 شخصاً، بينهم القائد البارز محمد رضا زاهدي.

هذا التصعيد يعكس تحولاً استراتيجياً في المواجهة، حيث لم تعد إسرائيل تكتفي بضرب مستودعات الأسلحة أو قواعد عسكرية، بل باتت تلاحق شخصيات محددة داخل الأحياء السكنية، مستفيدة من اختراقات أمنية داخل صفوف الميليشيات الموالية لإيران.

في ظل هذا الواقع، تبقى دمشق عرضة لهجمات متكررة، وسط غياب أي مؤشرات على تهدئة قريبة، مما يضع المدنيين في قلب معركة مفتوحة تتجاوز حدود الجغرافيا وتعيد رسم خريطة النفوذ في سوريا.

اندبندت عربية

مشاركة المقال: