الجمعة, 5 سبتمبر 2025 05:48 AM

من قلعة دمشق: إطلاق صندوق التنمية السوري لإعمار الوطن وعودة المهجرين بقرض حسن

من قلعة دمشق: إطلاق صندوق التنمية السوري لإعمار الوطن وعودة المهجرين بقرض حسن

في مشهد وطني يحمل دلالات رمزية، أطلق الرئيس أحمد الشرع، من قلعة دمشق التاريخية، صندوق التنمية السوري كمبادرة استراتيجية تهدف إلى إعادة الإعمار وتمويل المشاريع التنموية عبر آلية القرض الحسن، مؤَسِّساً لمرحلة جديدة قوامها الاعتماد على الذات والتكافل بين أبناء الوطن والشفافية في إدارة الموارد.

أكد الرئيس الشرع في كلمته أن سوريا تدخل مرحلة البناء والإعمار بعد سنوات صعبة، معتمدة على طاقات السوريين أنفسهم، قائلاً: "لقد دمّر النظام البائد اقتصادنا ونهب أموالنا وشرّد شعبنا. واليوم نجتمع لنُداوي جراح سوريا الحبيبة ونعيد بناءها بسواعد أبنائها، ونُعيد المهجرين والنازحين إلى أرضهم."

ودعا الرئيس الشرع إلى الإنفاق من كريم الأموال لبناء ما هدّمه النظام البائد وإحياء الأرض، مؤكداً على الشفافية العالية والإفصاح عن كل مال يُنفق ضمن مشاريع استراتيجية، وأن الهدف ليس طلب الصدقة لسوريا بل تمكين أبنائها من نيل شرف المساهمة في إعادة إعمارها.

واختتم الرئيس الشرع كلمته بأن سوريا اليوم تختبر محبة أبنائها وتمنحهم شرف المساهمة في علاج جراحها وإعادة بنائها.

من جانبه، أوضح مدير عام صندوق التنمية السوري محمد صفوت رسلان أن انطلاقة الصندوق تمثل "لحظة وطنية غير مسبوقة"، مؤكداً أنه سيكون بوصلة لإعادة الإعمار ورمزاً للشفافية والاستقرار ومحركاً للنمو، ويقوم على رؤية شاملة لتوحيد جهود الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص وأبناء سوريا في الداخل والخارج، مع ضمان إدارة الموارد بكفاءة وخلق فرص عمل ملموسة وتحسين الخدمات.

وفي تصريح للصحفيين، قال رسلان إن إطلاق صندوق التنمية بمثابة ولادة كيان جديد في الدولة السورية، ويُعتبر الذراع التمويلية لإعادة الإعمار، وعلى وجه الخصوص إعادة إعمار ما دُمّر خلال سنوات الحرب، وهو يمثل نهضة جديدة في الواقع السوري، معرباً عن تفاؤله بأن تكون العلاقة الجيدة والمتميزة لسوريا مع الدول العربية والإقليمية، وعلى وجه الخصوص المملكة العربية السعودية وقطر وتركيا، ركيزة وداعماً قوياً لسوريا ولصندوق التنمية.

وأشار رسلان إلى أن الصندوق موجه لتمويل عدة قطاعات، وأولوياته في المرحلة الأولى تمويل إعادة الإعمار وبناء البنية التحتية، إضافة إلى تمويل قطاع الصحة والتربية والتعليم والزراعة، والعمل على إنهاء واقع المخيمات في الشمال السوري.

من جهته، كشف محافظ دمشق ماهر مروان إدلبـي عن وجود تجهيز فرق لكل الأحياء الدمشقية، وتم رسم خريطة لها سواء كانت مدمّرة جزئياً أو كلياً، وبدء خطوات حقيقية في إعادة الإعمار في حي جوبر والقابون، واستكمال عدة دراسات لإعادة تقييم المخططات القديمة وتحديث المخططات الجديدة، معرباً عن أن تمويل الصندوق من الشعب السوري يعبر عن التلاحم والتماسك الحقيقي للشعب السوري.

وتم خلال الفعالية فتح باب التبرعات من داخل سوريا وخارجها لمصلحة صندوق التنمية السوري.

محمد راكان مصطفى ـ رامز محفوظ

مشاركة المقال: