الجمعة, 5 سبتمبر 2025 10:34 PM

معلمو الشمال السوري ينتفضون للمطالبة بالتثبيت وصرف الرواتب المتأخرة

معلمو الشمال السوري ينتفضون للمطالبة بالتثبيت وصرف الرواتب المتأخرة

شهدت مدن وبلدات ريف حلب الشمالي والشرقي، بما في ذلك اعزاز والباب وعفرين وجرابلس ومارع، تظاهرات حاشدة شارك فيها مئات المعلمين والمعلمات. طالب المتظاهرون بضرورة "التثبيت وصرف الرواتب" المتأخرة، معبرين عن استيائهم من التأخير المستمر في الإجراءات المتعلقة بوزارة التربية ومديرية تربية حلب، واصفين ذلك بأنه "إهانة" لجهودهم وتضحياتهم.

الاحتجاجات جاءت استجابة لدعوة أطلقتها نقابة المعلمين السوريين الأحرار، والتي نشرت بيانًا عبر صفحتها على "فيسبوك" في الأول من أيلول، تحث فيه المعلمين على تنظيم وقفات احتجاجية متزامنة في مختلف المدن والبلدات التي كانت خاضعة لسيطرة "الحكومة المؤقتة" في الشمال السوري.

شعور بالتهميش

بكري العلي، وهو معلم في مدرسة "السلطان محمد الفاتح" بمدينة اعزاز وأحد المشاركين في الاحتجاجات، أوضح أن أبرز مطالب المعلمين تتمثل في دمج معلمي الشمال ومنحهم أرقامًا ذاتية، وذلك تمهيدًا لوضع آلية واضحة للتثبيت. كما طالب المحتجون بإعادة المعلمين المفصولين بسبب مواقفهم من الثورة. وأشار العلي إلى أن التصعيد وارد في حال عدم الاستجابة لهذه المطالب، مع احتمال اللجوء إلى الإضراب أو تنظيم مظاهرات أوسع.

ضياء العساف، مدرس في مدرسة "عبودان" التابعة لناحية بلبل في ريف عفرين الشمالي، والذي يعمل في قطاع التعليم منذ حوالي ست سنوات، أعرب عن استغرابه لعدم وجود آلية لتثبيته ضمن وزارة التربية بعد سقوط نظام الأسد، في كانون الأول 2024. وأكد أن المعلمين يشعرون بالتهميش من قبل وزارة التربية ومديرية تربية حلب، وهو ما دفعهم إلى الخروج في احتجاجات للمطالبة بحقوقهم. وشدد على أن الأولوية في هذه المرحلة هي التثبيت ونقل المعلمين إلى مدنهم ومناطقهم، مضيفًا أن المعلمين لم يتقاضوا رواتبهم منذ ثلاثة أشهر رغم الوعود المتكررة بحل هذه المشكلة.

يفتقر للدقة

المكتب الإعلامي في مديرية تربية حلب، أكد أن البيان الصادر عن نقابة المعلمين السوريين الأحرار يفتقر إلى الدقة في بعض بنوده. وأوضح أن دمج مطالب إعادة المفصولين بسبب مواقفهم من الثورة مع مطالب معلمي الشمال ليس في محله، خاصة وأن إجراءات إعادة المفصولين بدأت بالفعل.

من جانبه، قال معاون مدير التربية والتعليم في حلب، محمد عبد الرحمن، إن المعلمين العاملين في مجمعات الشمال كانوا يتقاضون رواتبهم من الحكومة التركية حتى الأول من تموز الماضي. وأشار إلى أن أسماء المعلمين ليست مدرجة في قاعدة بيانات مديرية التربية والتعليم في حلب. ونوه عبد الرحمن إلى أن المديرية أنشأت قاعدة بيانات خاصة تضم حوالي 18 ألف معلم، معتبرًا أن حجم هذا العدد يتطلب وقتًا إضافيًا لإتمام الإجراءات بشكل كامل. وأشار إلى أن المديرية رفعت مقترحًا لصرف المستحقات المالية إلى وزارة التربية والأمانة العامة لرئاسة الجمهورية، وحصلت على الموافقة.

صرف المستحقات قريبًا

أكد مدير التربية والتعليم أن الرواتب ستصرف خلال الأسبوع المقبل، كما أشار إلى أن العمل جارٍ على فرز "الأضابير" (الاستمارات) وتعبئتها إلكترونيًا تمهيدًا لرفعها إلى وزارة التربية لاستكمال إجراءات التثبيت. ودعا المعلمين في الشمال إلى التحلي بالصبر خلال هذه الفترة.

أعلنت مديرية التربية في حلب، في بيان صدر الثلاثاء 2 من أيلول، بدء العمل على تجهيز أوامر صرف المستحقات المالية للمعلمين العاملين في مجمعات الشمال، إلى جانب متابعة إجراءات تثبيتهم. وجاء في البيان أن المديرية تعمل حاليًا على استكمال تجهيز "الأضابير" الخاصة بالمعلمين تمهيدًا لإتمام عملية التثبيت "في أقرب وقت ممكن". وأكد مدير التربية والتعليم في حلب، أنس قاسم، تقدير المديرية لجهود المعلمين، مشيرًا إلى حرص المديرية على متابعة شؤون المعلمين ودعمهم بما يضمن استمرارهم في أداء مهامهم التعليمية.

وكانت نقابة المعلمين السوريين الأحرار قد دعت إلى تنفيذ وقفات احتجاجية مركزية في مدن وبلدات ريف حلب، مطالبة بإعادة المعلمين المفصولين والمستقيلين بسبب الثورة، وتثبيت المعلمين غير المثبتين في الشمال السوري. وأشارت النقابة إلى أن حل هذا الملف يتطلب مرسومًا رئاسيًا يزيل العقبات القانونية التي فرضها النظام السابق، معتبرة أن إنجاز هذه المطالب "واجب وطني وثوري" يجب تحقيقه قبل بداية العام الدراسي الجديد.

مشاركة المقال: