الخميس, 4 سبتمبر 2025 06:53 AM

من حلب إلى الرقة: قصة علي العلي وكفاح يومي في تجارة الحصير

من حلب إلى الرقة: قصة علي العلي وكفاح يومي في تجارة الحصير

بعد غياب دام أكثر من ثماني سنوات، عاد علي العلي، الشاب الثلاثيني، مع إخوته إلى أرياف الرقة لاستئناف مهنة بيع الحصير والسجاد التي توارثوها عن أجدادهم. ينحدر علي من منطقة بزاعة في ريف حلب، حيث يقوم بشراء الحصير وتسويقه في قرى الرقة.

يقول علي: "نشتري الحصير من معامل حلب، وهذه المهنة جزء من تراثنا، ونفتخر بها". إلا أن عمل علي يواجه صعوبات جمة، إذ يعتمد على حمل الحصير على الأكتاف والتجول في الشوارع والقرى لعرض بضاعتهم، متحدين التعب والإرهاق اليومي. يتنقلون بين الأزقة والقرى، حاملين أعباء ثقيلة، ويتفاعلون مع الزبائن لشرح قيمة الحصير وتسويقه.

لا تقتصر التحديات على نقل البضائع، بل تتجاوزها إلى الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية. من بين هذه التحديات، مشكلة الجمركة التي تفرض رسومًا باهظة على شحنات الحصير المتجهة إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية. هذه الرسوم ترفع تكلفة البضائع، مما يقلل الكميات الممكن إدخالها ويصعب عملية البيع في ظل المنافسة.

يؤكد علي أن الجمركة أصبحت عبئًا إضافيًا، مما يجعل تحقيق الأرباح المطلوبة لاستمرار تجارتهم أمرًا صعبًا. "الجمركة تستهلك جزءًا كبيرًا من دخلنا، لكننا نحاول التأقلم لأننا نؤمن بعملنا وأهميته".

رغم هذه العقبات، يظل العزم والإصرار هما الدافع وراء رحلة علي. يقول: "نستمر رغم كل التحديات، لأن هذا العمل مصدر رزقنا وكرامتنا، ولا نريد أن ننقطع عن تراثنا". تجسد قصة علي حياة آلاف الشباب في الريف السوري الذين يواصلون العمل بجد رغم الظروف الصعبة، مؤمنين بأن الصبر والعمل هما السبيل لتحقيق حياة أفضل.

هذا الإصرار يتجلى في كل خطوة يخطوها علي، وفي كل قطعة حصير يحملها على كتفه، رغم التعب والضغوط الاقتصادية والتحديات الجمركية. يختتم علي حديثه قائلًا: "ما يعزز قوتنا هو رؤية ابتسامة الرضا على وجوه الزبائن".

مشاركة المقال: