الإثنين, 1 سبتمبر 2025 09:30 PM

عباس شريفة: مشروع الهجري الانفصالي محكوم عليه بالفشل الذاتي

عباس شريفة: مشروع الهجري الانفصالي محكوم عليه بالفشل الذاتي

يرى الكاتب والباحث السياسي عباس شريفة أن المشروع الانفصالي الذي يسعى حكمت الهجري إلى تحقيقه لن يكتب له النجاح، مؤكداً أنه يحمل في طياته عوامل فشله الذاتية.

وفي تصريح لـ"الوطن"، أوضح شريفة أن "اضطراب المشروع السياسي عند الهجري يعكس فقدانه للدعم الدولي، أو توهمه بأن إسرائيل ستدعمه في هذا المسعى. ولهذا السبب، يتنقل بين الإدارة الذاتية والاستقلال في السويداء، ويتحدث الآن عن استقلال الجنوب".

ووصف شريفة مطالبة الهجري باستقلال الجنوب السوري في تصريحاته الأخيرة بأنها تهديد مبطن لدمشق، قائلاً: "إذا لم تتفاوضوا معي على السويداء، فستتفاوضون غداً على محافظة درعا". وأضاف: "هي مناورة أو نوع من الضغط على دمشق للاستماع إلى مطالبه، خصوصاً بعد انقطاع الاتصال معه والأزمة الداخلية الموجودة لديه في السويداء، فهو يحاول تصدير هذه الأزمة، ولا سيما أن الناس تسأله عن الخطوة التالية ولا توجد لديه إجابة، وبالتالي هو يذهب باتجاه رفع السقف".

وأشار شريفة إلى أن الهجري قام مؤخراً بتشكيل ما يسمى "الحرس الوطني"، وهو تشكيل طائفي بامتياز. وتساءل: "من أين سيأتي بالموارد والرواتب؟"، مؤكداً أن "إسرائيل لن تذهب معه إلى آخر الخط، وتحاول إفهامه بأن عليه تحصيل ما يمكن تحصيله من دمشق، لأنها لن تدعم حالة استقلال الدروز عن الدولة السورية، لأن هذه الحالة إن حصلت فستخلق صراعاً إقليمياً في المنطقة ولن تتوقف عند السويداء، لأن هذا الأمر سيعكس نمط تعامل إسرائيلي مع المنطقة، وبالتالي المنطقة بالكامل سترفع جرس الإنذار، وتعتبر أن إسرائيل هي الخطر رقم واحد، وبالفعل الكثير من الدول مثل تركيا ودول الخليج العربي ومصر بدأت تعيد ترتيب مستوى الأعداء، ويبدو أن إسرائيل تتصدر الترتيب لكل الدول".

ويرى شريفة أن الوضع في السويداء سيتجه نحو التهدئة، خاصة وأن دمشق تتعامل مع الملف ببرود كامل، وبدأت بعض الأصوات الرافضة لمشروع الهجري تظهر في المحافظة. وأعرب عن اعتقاده بأن هذه الدائرة ستتسع مع الأيام، بسبب التحديات والمأزق الذي وضع الهجري نفسه فيه، وبالتالي ستتشكل كتلة حرجة وطنية تؤمن بأن مستقبل ومصير السويداء مرتبط بسوريا ولا غنى عن سوريا".

وأوضح أن "المشروع الذي يطالب به الهجري يمكن أن يتحقق إذا صار تغيير ديمغرافي وتهجر مليونان من درعا واحتلال إسرائيلي للجنوب السوري"، مبيناً أنه "إذا تحققت كل هذه الشروط أو البيئة المستحيلة يمكن أن يتحقق مشروع الهجري".

ويختتم شريفة بأن مشروع الهجري لن يتحقق لأنه يبنيه على لا شيء، لافتاً إلى أن "السويداء ليس لديها مقومات محافظة، فما بالك في فيدرالية أو دولة مستقلة، وبالتالي هي بحاجة إلى محيطها ومحيطها هو دمشق ودرعا والمحيط السوري والعربي، ولن يكون هناك نجاح لهذا المشروع لأنه يحمل بذور فشله في جوهره".

وأشار إلى أن مشروع الهجري لا يحظى بإجماع بين أهالي السويداء الذين بدأوا يدركون خطورته، كونه سيدخلهم في حالة عداء مع 400 مليون عربي وملياري مسلم. وأضاف أن الهجري أصبح يُخرج المظاهرات في يوم السبت، في إشارة إلى أن الدروز أصبحوا جزءاً من اليهود، كما أنه يطالب بحماية إسرائيلية، ما يمثل استعداء للمحيط وتجاهلاً لأبناء الطائفة الدرزية المنتشرين في كثير من الدول العربية والإسلامية، وبالتالي هو يضع الدروز أمام حرب وجودية من أجل تنفيذ مشروع، ولكن ليس كل أهل السويداء مقتنعين بهذا التوجه.

مشاركة المقال: