ينتقد كتاب "اقتصاد سوريا الطبقي" للباحث الاقتصادي الدكتور أيهم أسد، السياسات الاقتصادية التي تبنتها الحكومة السورية في عهد النظام السياسي السابق بين عامي 2022 و2024. ويؤكد الكتاب، الصادر عام 2025 عن دار "هدوء للنشر"، أن هذه السياسات أدت إلى تفاقم الاستقطاب الطبقي والانقسام في المجتمع السوري.
أوضح الباحث أيهم أسد في حديث إلى عنب بلدي، أن السياسة الاقتصادية المتبعة سابقًا ساهمت في تراكم الانقسام الطبقي بدلًا من التخفيف منه، مما أدى إلى أزمات إنسانية جديدة تهدد استقرار المجتمع. ويرى أسد أن الاقتصاد الطبقي الجديد في سوريا تجلى في الفرز الكبير الذي قسم المجتمع إلى أغنياء (تقليديين وجدد) وفقراء (تقليديين وجدد)، مع غياب شبه تام للطبقة الوسطى التي تدهورت أو هاجرت.
أشار أسد إلى أن تركيز السياسات الاقتصادية على "لبرلة" الاقتصاد دون الاهتمام بالجانب الاجتماعي والطبقي زاد من حدة الانقسام. وقد تناول الكتاب موضوعات مثل التنمية والإصلاح الاقتصادي والإصلاح الإداري، وتأثيرات الفساد والسياسة العامة والحماية الاجتماعية، وسياسات الدعم الحكومي، واقتصاد الشبكات وإدارة المال العام.
اعتمد الكتاب على تحليل الأبعاد الاقتصادية والسياسية والاجتماعية للمشكلة، واستقراء نتائجها على المجتمع ككل. ويرى المؤلف أيهم أسد أنه يمكن الاستفادة من تحليل الكتاب في المرحلة الحالية لتجنب تكرار الأخطاء وإدارة الموارد بطريقة أفضل، خاصة أن الاقتصاد السوري يعاني من الإرهاق.
مَن المؤلف
المؤلف أيهم أسد حاصل على دكتوراه في الاقتصاد من جامعة "دمشق"، وهو باحث وخبير اقتصادي في السياسات الاقتصادية والتنمية وعضو هيئة تدريسية في المعهد الوطني للإدارة العامة بدمشق. صدر له ثلاثة كتب عن الاقتصاد السوري عالجت موضوعات اقتصادية امتدت من عام 1960 لغاية عام 2024، هي:
- الاقتصاد السوري المهدور، النمو اللامستقر والتنمية الضائعة في نصف قرن (1960-2010)، عام 2025.
- إحياء العقل التنموي في سوريا، الحرب والعقد الاقتصادي الضائع، عام 2025.
- التحول والصدمة، الاقتصاد السوري (2004-2010)، ثلاثة أجزاء، عام 2015.