أُعيد افتتاح قسم الحروق في مستشفى الرازي بمدينة حلب، اليوم الأحد 31 آب، بعد الانتهاء من تجهيزه بتقنيات وصفتها إدارة المستشفى بأنها "عالية الجودة". يأتي هذا الافتتاح بعد إعادة تأهيل القسم وتجهيزه لخدمة المرضى في حلب، التي تعتبر من أكثر المحافظات حاجة إلى خدمات معالجة الحروق، نظرًا لتكرار الحوادث المنزلية والصناعية فيها. وتأتي هذه الخطوة في ظل استمرار معاناة القطاع الصحي في حلب من نقص المعدات الحديثة وهجرة الكوادر المتخصصة.
أُعيد تشغيل القسم بعد توقفه لفترة، خاصة بعد سقوط حكم بشار الأسد، لتلبية الحاجة المتزايدة إلى خدمات معالجة الحروق، مع تحديث التجهيزات الطبية وتجهيز الكادر المختص.
تجهيزات حديثة
أوضح معاون وزير الصحة، حسين الخطيب، لعنب بلدي أن القسم جُهز بخدمات طبية وإسعافية تشمل غرف معاينة، وأماكن مخصصة لغسيل المرضى المحروقين. ويحتوي القسم أيضًا على غرف عناية متوسطة وأخرى مشددة. وأشار إلى أن التعاون مع منظمة "أطباء بلا حدود" أسهم في تزويد القسم بالتقنيات الحديثة التي تمكنه من تقديم رعاية متقدمة. واعتبر أن هذه الخطوة تأتي ضمن خطة الوزارة لتطوير القطاع الصحي في حلب. ونوه إلى أن تفاصيل التكلفة التشغيلية والمالية للمشروع ليست لدى الوزارة بشكل كامل، باعتبار أن الدعم جاء بشكل مباشر من المنظمة. وأشار إلى وجود خطة لتطوير القطاع الصحي في حلب، من خلال ترميم المشافي المتضررة والمراكز الصحية، وتوفير الأدوية والمستهلكات الطبية. كما توجد خطط لتحسين بيئة العمل داخل المشافي من حيث النظافة والتجهيزات الفندقية، وفقًا للخطيب.
حول سؤال عنب بلدي عن كون القسم هو الوحيد في المنطقة، ومدى قدرته على تغطية احتياجات ما يقارب عشرة ملايين شخص وفق تقديرات مدير صحة حلب، محمد وجيه جمعة، قال إن القسم مؤهل حاليًا للتعامل مع الأعداد الكبيرة من الحالات. مع ذلك، أكد جمعة أن حجم الطلب على خدمات معالجة الحروق كبير، ما يستدعي العمل على افتتاح أقسام مشابهة في مستشفيات أخرى، مثل مستشفى الجامعة ومستشفى زاهي أزرق. ووفقًا لجمعة، يهدف مثل ذلك الإجراء لتخفيف الضغط عن المركز الرئيسي الذي سيكون المرجع الأساسي لوضع معايير التعامل مع إصابات الحروق في المنطقة.
من جهته، قال مدير مستشفى الرازي، عبد القادر فرح لعنب بلدي، إن القسم جُهز بطاقة استيعابية تصل إلى 12 سريرًا. وتشمل أقسام الإسعاف والعناية المشددة وغرفًا مخصصة للأطفال، إلى جانب تجهيز غرفة عمليات متخصصة لجراحات الحروق. وأشار إلى أن المستشفى يستقبل يوميًا أعدادًا كبيرة من حالات الحروق بمختلف درجاتها من حلب ومناطق أخرى في الشمال والشرق.
نقص الكادر التخصصي والتمريضي
شرح رئيس قسم الحروق في المستشفى، علاء الدين علو، لعنب بلدي آلية عمل القسم. وأوضح أن نظام الإسعاف يعمل على مدار 24 ساعة لتقييم الحالات وفرزها بحسب درجة الإصابة. ويوزع المرضى وفق معايير تراعي العمر والجنس وشدة الإصابة، مع تخصيص غرف منفصلة للأطفال والنساء والرجال، بالإضافة إلى غرفة إنعاش وعناية مشددة. ويضم القسم غرفتي عمليات لإجراء الجراحات الترميمية وزراعة الجلد. وتراعى إجراءات العزل ونظام فلترة الهواء للحد من انتقال العدوى، ما يساهم في تسريع عملية التعافي. وأشار علو إلى أن القسم ما زال بحاجة إلى دعم في الكوادر التمريضية والفنية والتخصصية لتغطية حجم العمل المتزايد. وذكر أن العمل يتم بالحد الأدنى من الكادر الطبي، حيث يوجد نحو 30 طبيبًا مقيمًا.
وأعلنت وزارة الصحة، في 3 من آب الحالي، عن توقيع اتفاقية ثلاثية مع "الجمعية الطبية السورية الألمانية" (سجما) ومؤسسة "الرواد للتعاون والتنمية". تشمل الاتفاقية إعادة تأهيل قسم العمليات والعناية المركزة في مستشفى الرازي، وتزويد مستشفى "ابن رشد" بمستلزمات القثطرة القلبية. وتتضمن تحديث البنية التحتية للأقسام الطبية وتجهيزها بمعدات جديدة. ويضاف إلى ذلك، برامج تدريبية للأطباء والممرضين داخل المستشفيات الحكومية.
وكانت إدارة مستشفى "الرازي" بحلب، أطلقت، منتصف آب الحالي، خدمة الحجز الإلكتروني للعيادات. ويهدف الإجراء، بحسب إدارة المستشفى، إلى تقليل الازدحام وتقليل أعباء الانتظار على المرضى، خصوصًا في ظل ارتفاع درجات الحرارة. وأوضح مدير المستشفى حينها أن الخدمة تسمح للمواطنين بحجز المواعيد إلكترونيًا، مع استمرار استقبال المرضى دون حجز. وأضاف أن هناك فريقًا تقنيًا يراقب الموقع لمنع أي استغلال أو تدخل غير قانوني.
العيادات المتوفرة، بحسب مدير المستشفى، تشمل: العظمية، الجراحة العامة، الجراحة العصبية، الجراحة الوعائية، جراحة الفك، الجراحة الصدرية، والأنف والأذن والحنجرة.