بينما عمت الفرحة بيوت الناجحين في نتائج الثانوية العامة التي أُعلنت يوم أمس السبت، خيم الحزن على بيوت أخرى. فقد حققت "لين" و"حلا" تفوقاً ملحوظاً رغم فقدانهما أسرتيهما في مجازر الساحل التي وقعت خلال شهر آذار الماضي. وفي المقابل، غيّب الموت "تالا" و"أنس" قبل أن يتمكنا من الاحتفال بنجاحهما، حيث فارقا الحياة في مجازر السويداء.
سناك سوي-مراسلون
إلى جانب مظاهر الفرح التي عمت منازل الطلاب الناجحين، شهدت بعض المدن، مثل درعا ودير الزور، إطلاق رصاص عشوائي. في المقابل، اقتصرت الاحتفالات في محافظة اللاذقية وطرطوس على استخدام الطبول والألعاب النارية، دون تسجيل أي حوادث إطلاق نار. وذكرت صفحة "صوت المدينة" المحلية أن الرصاص الطائش الذي صاحب إعلان نتائج الثانوية في دير الزور أدى إلى وفاة "عمر واحمد العوض"، بالإضافة إلى شخص ثالث مجهول الهوية في حي "هرابش". وفي منشور آخر، أشارت الصفحة إلى إصابة شاب آخر برصاصة استقرت بالقرب من القلب، وكادت تودي بحياته لولا وجود هاتفه المحمول. وقد طالب الأهالي بوضع حد لهذه الظاهرة التي تحول الأفراح إلى مآتم.
تفوق رغم المجازر
في مدينة بانياس، احتفل الناشطون بالشابتين "حلا محسن ضوا" (234.2 درجة) و"لين بشار ونوس" (232.8 درجة)، اللتين فقدتا عائلتيهما خلال شهر آذار الماضي، ورغم ذلك حققتا تفوقاً لافتاً. فقدت "حلا" والدها المهندس "محسن" وشقيقيها "حيدرة وميسرة"، بينما فقدت "لين" والدها المهندس "بشار" وشقيقها الدكتور "ابراهيم" ووالدتها المعلمة "داليا شريف". كما تفوقت الشابة "يارا معن كوسى"، وحصدت 238.1 من أصل 240، وكانت "يارا" قد فقدت والدها في تفجير كنيسة "مار الياس" بالدويلعة في شهر حزيران الفائت.
تفوق بعد الرحيل
وفي السويداء، التي أُعلنت فيها النتائج، انتشر اسما "تالا الشوفي" (3090 من أصل 3100) و"أنس شهيب" (2696 من أصل 3100). هذان الشابان تفوقا، لكنهما لم يعيشا ليعرفا نتيجتهما ويحتفلا بتفوقهما. وبحسب مراسلة سناك سوري في السويداء، فإن "تالا" كانت وحيدة والديها، واشتهرت معزوفاتها بعد وفاتها في تموز الفائت خلال المجازر. أما "أنس" فقد قُتل مع والده "أمجد" وشقيقه "أيهم" وعمه وأولاد عمه في منزلهم قرب قرية الثعلة. وكانت نتائج التعليم الأساسي قد صدرت قبل نحو 3 أسابيع، باستثناء نتائج محافظة السويداء التي صدرت مساء أمس بالتزامن مع نتائج الثانوية العامة.
نسب متدنية
وقال وزير التربية والتعليم "محمد تركو" في بيان رسمي عقب صدور النتائج، إن عدد المتقدمين لامتحانات الشهادة الثانوية العامة بفروعها كافة بلغ 354075 طالباً وطالبة، بينما بلغت نسبة نجاح الطلاب النظاميين 75.5% ونسبة نجاح الطلاب الأحرار 55.6%. وفي الفرع الأدبي، بلغت نسبة نجاح الطلاب النظاميين 54.9% ونسبة نجاح الطلاب الأحرار 24.1%. وفي الثانوية الشرعية، بلغت نسبة نجاح الطلاب النظاميين 77.5% ونسبة نجاح الطلاب الأحرار 57%. أما في الثانوية المهنية، فبلغت نسبة نجاح الطلاب النظاميين 32.9% ونسبة نجاح الطلاب الأحرار 19.9%. وفي العام الفائت، بلغت نسبة النجاح في العلمي 57.9% وفي الفرع الأدبي 63.72% وفي الثانوية الشرعية 49.11% والثانوية المهنية 43.92%.
وأعلنت وزارة التربية البدء بتلقي طلبات الاعتراضات في كل المديريات اعتباراً من يوم غد الإثنين وحتى يوم الأربعاء القادم، ويسمح للطالب بالاعتراض على مادتين فقط، وكذلك الاعتراض على العقوبة الامتحانية بحال كانت مفروضة عليه.