الثلاثاء, 2 سبتمبر 2025 10:36 PM

محمية الشوح والأرز بصلنفة: كنز طبيعي وإمكانات سياحية واعدة تنتظر الاستثمار

محمية الشوح والأرز بصلنفة: كنز طبيعي وإمكانات سياحية واعدة تنتظر الاستثمار

في أحضان الجبال الساحلية السورية، على بعد خمسين كيلومتراً شمال شرق اللاذقية، تتألق محمية الشوح والأرز، ممتدة على مساحة 1350 هكتاراً من الغابات البكر. هنا، تتعانق أشجار الأرز والشوح المعمّرة، راسمةً لوحة طبيعية خلابة تجسد تنوعاً حيوياً فريداً على المستويين الوطني والعالمي.

المهندس بلال إبراهيم، مدير المحمية، صرح لـصحيفتنا الحرية قائلاً: "محمية الشوح والأرز ليست مجرد مساحة خضراء، بل هي إرث وطني ومخزون بيئي وتاريخي يجب صونه للأجيال القادمة." ترتفع المحمية بين 900 و1560 متراً فوق سطح البحر، وتضم أكثر من 142 نوعاً نباتياً و94 نوعاً من الحيوانات والطيور، ما يجعلها بمثابة متحف طبيعي حي لا يقدر بثمن.

أشجار الأرز في المحمية تحمل رمزية تاريخية عميقة، فهي ترمز إلى القوة والخلود، وقد ورد ذكرها في النقوش الفينيقية القديمة ونصوص ممالك أوغاريت. استخدم خشبها في صناعة السفن والمعابد لمتانته ورائحته العطرية. أما الشوح، فظل رمزاً للظل والطمأنينة في الذاكرة الشعبية والفلكلور السوري.

وأضاف إبراهيم: "بالتعاون مع مديرية الحراج، نفذت وزارة الزراعة سلسلة من الإجراءات الوقائية لحماية هذه الثروة الخضراء من الحرائق، بما في ذلك إقامة خطوط نار وحواجز ترابية، وفتح ممرات وصول، وتجهيز فرق تدخل سريع تعمل على مدار الساعة، بالإضافة إلى سيارة إطفاء دائمة وآلية ثقيلة وخزان مياه ضخم، فضلاً عن حملات توعية تستهدف الأهالي والزوار لتعزيز الوعي البيئي." تهدف هذه الإجراءات إلى الحفاظ على سلامة المحمية وحمايتها من أي تهديدات.

وأوضح مدير المحمية البعد الاقتصادي والسياحي للمكان قائلاً: "إن سحر الشوح والأرز لا يقتصر على قيمته البيئية والتاريخية، بل يمتد إلى دوره في تنشيط السياحة البيئية كأحد أشكال الاستثمار المستدام. لدينا فكرة لإقامة منتجع بيئي من أكواخ خشبية تتناغم مع المشهد الطبيعي، لكن المشروع ما زال بحاجة إلى دعم وإعادة طرحه للاستثمار. كذلك نحن بحاجة ماسة إلى تأهيل طرقات المحمية لتسهيل وصول الزوار خلال المواسم المسموح بها، مع الاستمرار في حماية الغابة خلال فترات اشتداد خطر الحرائق حيث يُمنع دخول المواطنين بشكل كامل."

واختتم إبراهيم حديثه قائلاً: "إذا ما نُفذت خطط الاستثمار السياحي هنا وفق معايير الاستدامة، فإن محمية الشوح والأرز قادرة على أن تتحول إلى وجهة سياحية رائدة تجمع بين المتعة والمعرفة، وتوفر دخلاً ثابتاً للمجتمع المحلي، مع الحفاظ على إرثها الأخضر للأجيال المقبلة." فبين حماية الطبيعة واستثمارها سياحياً، تبقى محمية الشوح والأرز فرصة نادرة لدمج جمال البيئة البكر بالاستثمار الواعي، لتنعش الحياة الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة وتبقى شاهداً حياً على ثراء الطبيعة السورية.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

مشاركة المقال: