دمشق-سانا: احتضن مجمع التبيان التعليمي فعالية "دمشق تقرأ من جديد"، التي شكلت ملتقى ثقافياً وفكرياً متنوعاً بمشاركة أكثر من خمس عشرة دار نشر سورية وعربية. قدمت الفعالية للجمهور مساحة غنية للتفاعل مع قضايا معرفية وتعليمية ووطنية، ورسالة تؤكد على أهمية القراءة كجسر للتواصل والإبداع والانتماء.
انطلقت الفعالية في 16 آب الجاري، وتحولت على مدار أيامها إلى محطة فكرية شهدت تفاعلاً جماهيرياً ملحوظاً، خاصة من المهتمين بالمعرفة والقراءة. توزعت الفعاليات على أجنحة متعددة تناولت قضايا فكرية وتعليمية ووطنية وتنموية، في تناغم بين الحضور المحلي والمشاركة الخارجية.
أنشطة ثقافية وتعليمية متنوعة
شهدت الفعالية أنشطة فكرية وإبداعية سلطت الضوء على جوانب متعددة من الثقافة السورية، من مسيرة الثورة السورية إلى قضايا الشهادة والانتماء والإيمان بالنصر، في مواجهة الطغيان والاستبداد. استعرضت الفعاليات عبر الكتب والندوات قصص التضحيات التي قدمها الشعب السوري في سبيل الكرامة والسيادة.
تضمنت الفعالية معرض كتاب تنوعت عناوينه، إضافة إلى ثلاث ورشات تفاعلية ثقافية، ودورات تدريبية تعليمية ركزت على مهارات تحديد مستوى اللغة الإنكليزية، واختيار التخصص الجامعي، إلى جانب ورشات تدريبية للأطفال واليافعين حول كتابة القصص المصورة والسيناريو. كما أقيمت فعالية تعليمية فنية مخصصة للصم والبكم بمرافقة مترجمة لغة الإشارة رهام المصري، إضافة إلى أنشطة ترفيهية متنوعة.
محاضرات فكرية وندوات معرفية
في جانب المحاضرات الفكرية، قدم المهندس خالد الصعيدي محاضرة بعنوان "كيف أضع بصمتي"، بينما ناقش الأستاذ حسام زيدان التحديات التي تواجه تعلم اللغة الإنكليزية. وتناول الدكتور والمفكر السياسي ياسر العيتي دور القيم السياسية في نهضة المجتمعات، وقدم الدكتور وائل شيخ أمين محاضرة بعنوان "خريطة القراءة". كما شهدت الفعالية توقيع رواية "التوق إلى الفردوس" للكاتب عبد الله نفاخ.
مشاركات خارجية
شهدت الفعالية مشاركة عدد من دور النشر من خارج سوريا، بحسب ما أوضحه المسؤول عن المعرض ومدير مكتبة الكُتبي الدمشقي طارق مغربية في تصريح لمراسلة سانا. شاركت دار المعراج الأردنية، ودار يقين ممثلة لدارَي "رواسخ" السعودية و"آفاق المعرفة" التركية، إضافة إلى مشاركة دار "آفاق" من الشمال السوري.
نحو توسيع النشاط ليصبح دورياً
حول الرؤية المستقبلية للفعالية، أوضح مدير مجمع التبيان التعليمي عبد الرحمن السلطي أن تنظيم الفعالية من المخطط أن يصبح تقليداً نصف سنوي، مع توسعة المخطط في الدورات المقبلة ليشمل فعاليات أكثر تخصصاً، كالأمسيات الشعرية والندوات الأدبية والتاريخية وغيرها.
وبخصوص مجمع التبيان التعليمي، أشار السلطي إلى أنه يضم عدة أقسام تعليمية وجامعية، إضافة إلى مكاتب ارتباط لجامعات خارج سوريا، وأقسام للتعليم المهني والإداري، وتخصصات في الإدارة والمحاسبة واللغات. كما يطمح المجمع مستقبلاً إلى تفعيل قاعاته مراكز دائمة للمحاضرات الثقافية ودورات لغة الإشارة، انسجاماً مع أهداف جمعيته الخيرية التابعة له في دعم التعليم وطلاب العلم، وذوي الإعاقة.