دمشق-سانا: احتفاءً بيوم الشباب الدولي، نظمت مؤسسة "سند الشباب التنموية" بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان فعالية بعنوان "Power Youth" في فندق غولدن مزّة بدمشق. جمعت هذه الفعالية التفاعلية مئات الشباب من مختلف المحافظات السورية لتبادل الخبرات وإبراز طاقاتهم، وتعزيز دورهم كشركاء أساسيين في بناء مستقبل مستدام.
منصات تفاعلية لتعزيز الإبداع والعمل الجماعي
أوضح مدير مشروع دعم الشباب في المؤسسة، محمد كروما، في تصريح لـ سانا أن الفعالية ركزت على تمكين المشاركين من تطوير مهاراتهم واكتشاف قدراتهم الذاتية من خلال ثماني زوايا تفاعلية. شملت هذه الزوايا مجالات متنوعة مثل البيئة والاستدامة، الصحة والرياضة، الابتكار وريادة الأعمال، سوق العمل، الفنون والثقافة، المشاركة المجتمعية، التكنولوجيا، والدعم الأكاديمي. وأشار إلى أن هذه المحطات أتاحت للشباب فرصة لاكتساب تجارب عملية ومعارف تطبيقية تعزز من حضورهم الفاعل في المجتمع.
مبادرات جماعية ومساحة للتعبير والحوار
من جانبها، بينت مسؤولة المشروع، رؤى زغرة، أن الفعالية تضمنت مساحة مخصصة للمبادرات الشبابية، بالإضافة إلى جلسات لتبادل الخبرات، مما يسهم في بناء شبكات تواصل جديدة بين المشاركين. وأكدت أن الشباب هم ركيزة التغيير المجتمعي، وأن هذه التجربة شكلت محطة لإعادة شحن الطاقات وتعزيز الثقة الذاتية، وإطلاق مبادرات تقود نحو مستقبل أكثر استدامة.
مواجهة التغيرات المناخية بمبادرات شبابية
سلطت مديرة العمليات في مؤسسة "رياديّو المناخ السوريون"، لونا الملا، الضوء على أهمية إشراك الشباب في مواجهة التغير المناخي، بهدف رفع الوعي وتعزيز السلوكيات البيئية اليومية المسؤولة. وأكدت أن التغير المناخي بات أولوية، مما يفرض تمكين الشباب من المساهمة الفعلية في تقديم الحلول عبر مبادرات فردية وجماعية لخدمة بلدهم وحماية بيئتهم.
إشراك المجتمع في إعادة الإعمار من بوابة العمارة
وفي زاوية خاصة بالعمارة والمجتمع، أوضحت طالبة متطوعة مع مؤسسة "بُنى" أن الفعالية أتاحت المجال لتوعية المشاركين بالعلاقة الحيوية بين العمارة واحتياجات المجتمع، من خلال إشراك الناس في طرح رؤاهم حول تصميم المباني التعليمية والصحية والإدارية، وهو ما يمهد لتوجه تنموي في إعادة الإعمار يقوم على التفاعل الشعبي مع البيئة العمرانية.
"BUILD IT" تطبيق شبابي يدعم جهود إعادة الإعمار
عرض ثلاثة طلاب من الصف التاسع، تيم مسالمة، ليث بندقجي، وميار برغوث، مشروعهم المتمثل في تصميم تطبيق "BUILD IT"، الذي يهدف إلى تسريع عمليات إعادة الإعمار من خلال ربط المستثمرين والمهندسين والمقاولين وشركات البناء عبر منصة موحدة، مستوحين الفكرة من تجربتهم الشخصية مع النزوح وصعوبات السكن، في محاولة لتحويل التحدي إلى حل عملي يخدم المجتمع.
دعم الأدب والمواهب الثقافية
وضمن محور الثقافة، قدم فريق "مئة كاتب وكاتب" مبادرة لتعزيز المهارات الأدبية لدى الشباب من خلال مسابقات وجلسات قراءة وورشات عمل شعرية وتعبيرية، وفق ما أوضحت شام رستم من الفريق. وأكدت سعيهم لجعل الثقافة مساحة تفاعلية حقيقية للشباب، تتيح لهم التعبير عن أنفسهم وصقل مواهبهم الإبداعية.
ولفتت رستم إلى تشجيع الشباب على المشاركة الفعالة في الحياة الثقافية عن طريق خطوات عمل مستقبلية تتضمن تنظيم مسابقات جديدة، وإطلاق أنشطة أدبية مبتكرة، والتحضير لورشات عمل متخصصة، والتخطيط لجلسات نقاش قادمة، بما يرسخ الثقافة كمساحة تفاعلية وحيوية للشباب.
الشباب شركاء في تحقيق أهداف التنمية المستدامة
يأتي تنظيم هذه الفعالية انسجاماً مع شعار الأمم المتحدة ليوم الشباب الدولي لعام 2025 "عمل الشباب على الصعيد المحلي من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة وما بعدها "، والذي يؤكد على دور الشباب في تحويل أهداف التنمية المستدامة إلى واقع عملي ضمن السياقات المحلية، بما يتماشى مع الاحتياجات الوطنية، علماً أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أقرت يوم ال 12 من آب من كل عام يوماً دولياً للشباب.