الأربعاء, 27 أغسطس 2025 06:46 PM

وصول شحنة عجول مولدوفية إلى سوريا: هل تنعش الثروة الحيوانية وتؤثر على سوق اللحوم؟

وصول شحنة عجول مولدوفية إلى سوريا: هل تنعش الثروة الحيوانية وتؤثر على سوق اللحوم؟

وصلت سفينة محملة بالعجول الحية قادمة من مولدوفا إلى مرفأ طرطوس في 22 آب الحالي. كانت السفينة تحمل 505 رؤوس من العجول، وقد أشرفت دائرة الصحة والإنتاج الحيواني في مديرية زراعة طرطوس، بالتنسيق مع هيئة المنافذ البرية والبحرية، على تفريغ الحمولة بعد إجراء الفحوصات الصحية اللازمة للتأكد من خلو الحيوانات من الأمراض السارية والمعدية، وفقًا لما ذكرته محافظة طرطوس.

أوضح مدير مديرية الصحة والإنتاج الحيواني في وزارة الزراعة، عبد الحي اليوسف، لعنب بلدي، أن الهدف من استيراد العجول هو دعم القطيع المحلي برؤوس جديدة قادرة على الإنتاج وتحقيق الأمن الغذائي في سوريا، بالإضافة إلى تحريك العجلة الاقتصادية المتعلقة بالثروة الحيوانية. وأشار إلى أن اختيار مولدوفا كمصدر للاستيراد جاء بناءً على اختيار التاجر المستورد، وبعد التأكد من خلوها من الأمراض العابرة للحدود التي تؤثر سلبًا على الصحة الحيوانية، تم منح الموافقة على الاستيراد.

الأمراض العابرة للحدود هي أمراض شديدة العدوى وسريعة الانتشار يمكن أن تنتقل عبر حدود الدول، سواء كانت أمراضًا حيوانية المنشأ تؤثر على الماشية وتهدد الأمن الغذائي والاقتصاد، أو أمراضًا نباتية تضر بالمحاصيل، أو أمراضًا تصيب الإنسان وتنتقل عبر النواقل أو البيئة. تتطلب هذه الأمراض تنسيقًا عالميًا وتعاونًا دوليًا لمراقبتها والوقاية منها، كما هو الحال في جهود منظمة الأغذية والزراعة (FAO) ومنظمة الصحة العالمية (WHO).

وأكد اليوسف على وجود نقص في اللحوم الحمراء في سوريا، خاصة لحوم العجول، مما يعني أن الاستيراد لن يكون له تأثير سلبي على السوق المحلية. وأضاف أن سوريا بحاجة إلى إدخال قطيع جديد، مع إمكانية استخدام هذا القطيع مستقبلًا بعد تسمينه للتصدير. وفيما يتعلق بالتحديات اللوجستية، أشار إلى أن العقوبات تعيق وصول شركات الشحن إلى الرصيف البحري في سوريا.

استيراد اللحوم

انتشرت اللحوم المجمدة بشكل ملحوظ في الأسواق السورية، خاصة بعد التحول إلى اقتصاد السوق الحر، مما سهل دخول البضائع الأجنبية. وتنافس أسعار اللحوم المجمدة اللحوم المحلية الطازجة، مما يفسر إقبال المستهلكين عليها. يتم الاعتماد على استيراد اللحوم المجمدة لتلبية احتياجات السوق السورية، مع الاستفادة من أسعارها المنخفضة التي تناسب القدرة الشرائية للأفراد، وتحد من احتكار بعض التجار الذين يتلاعبون بأسعار اللحوم.

أوضح أمين سر جمعية حماية المستهلك والخبير الاقتصادي، عبد الرزاق حبزة، لعنب بلدي، أن استيراد اللحوم المجمدة بدأ منذ أكثر من عشر سنوات في سوريا، ويعود ذلك بشكل أساسي إلى نقص أعداد القطيع الحيواني (الأغنام، الأبقار، الدجاج). وأشار إلى أن اللحوم كانت تستورد سابقًا بشكل نظامي، بينما يتم استيراد معظمها حاليًا بطرق غير نظامية، سواء الفروج أو اللحوم الحمراء. وأكد أن الإقبال على شراء اللحوم المجمدة جيد نسبيًا نظرًا لأسعارها المنخفضة مقارنة باللحوم الطازجة (حوالي 50% أقل)، مما يجعلها مناسبة للقدرة الشرائية للعائلات، بغض النظر عن القيمة الغذائية التي لا تشغل بال الكثير من المستهلكين، بحسب حبزة.

مشاركة المقال: