الأربعاء, 27 أغسطس 2025 08:21 PM

حمص تستعد للعام الدراسي الجديد: حملة صيانة شاملة للمدارس لتهيئة بيئة تعليمية آمنة

حمص تستعد للعام الدراسي الجديد: حملة صيانة شاملة للمدارس لتهيئة بيئة تعليمية آمنة

تواصل مديرية التربية في محافظة حمص جهودها لتنفيذ خطة واسعة لصيانة وتأهيل المدارس، وذلك بالتعاون مع مختلف الجهات الشريكة والداعمة. تهدف هذه الخطة إلى تحسين البيئة التعليمية وتوفير أجواء آمنة ومحفزة للطلاب، وذلك قبل انطلاق العام الدراسي الجديد.

حتى الآن، تم الانتهاء من أعمال الصيانة والتأهيل في 17 مدرسة، بينما تتواصل الأعمال في 34 مدرسة أخرى. تشمل الخطة الشاملة صيانة المباني المدرسية بشكل كامل، وتجهيز القاعات الدراسية، وتركيب أنظمة الطاقة الشمسية، بالإضافة إلى تحسين المرافق والخدمات المدرسية لتلبية احتياجات العملية التعليمية.

قدمت مديرية التربية في حمص توضيحات مفصلة حول وضع المدارس وجهود الصيانة الجارية، حيث أكدت ملك سباعي، مديرة تربية حمص، في حديث لمنصة سوريا 24، على أهمية الصيانة التي تجري حالياً لعدد من المدارس قبل بدء العام الدراسي. وأوضحت أن المديرية قامت بدراسة دقيقة لاحتياجات هذه المدارس، ويجري العمل حالياً على صيانتها، سواء كانت صيانة جزئية أو ترميماً كاملاً. وأشارت إلى أن بعض المدارس تم استبعادها مؤقتاً من الخدمة نظراً لحاجتها إلى ترميم جذري.

وأضافت سباعي أن هناك 30 مدرسة يتم العمل فيها بالتعاون بين مديرية التربية والتعليم والمجتمع المحلي والمنظمات الداعمة، مما يعكس الشراكة المجتمعية الفاعلة في دعم البنية التحتية التعليمية. وأكدت أن هذه الخطوة ضرورية لتأمين بيئة تعليمية آمنة وملائمة لاستقبال الطلاب مع بداية العام الدراسي، خاصة بعد التحديات التي واجهت البنية التحتية التعليمية خلال السنوات الماضية.

كما أكدت سباعي على أن سلامة الطلاب تعتبر أولوية قصوى، وأنه تم مراعاة عناصر السلامة والأمان ضمن الإمكانيات المتاحة خلال عمليات الصيانة. وشملت هذه الإجراءات تأمين طفايات الحريق، والتأكد من توفر مخارج الطوارئ، وتحسين الإضاءة داخل الصفوف والمرافق العامة. بالإضافة إلى ذلك، تم تدريب عدد من الكوادر التربوية على مفاهيم الأمن والسلامة من خلال دورات متخصصة مثل “دورة المدارس الآمنة”، و”دورة الدعم النفسي”، و”تطوير أداء الكوادر التربوية”، و”تطوير الموجهين التربويين”، بهدف تعزيز ثقافة السلامة داخل المدارس.

وفيما يتعلق باستدامة الصيانة، أشارت سباعي إلى أن المديرية تعمل على متابعة مستمرة لحالة المدارس بعد إنجاز الصيانة، بالإضافة إلى توعية الطلاب بأهمية الحفاظ على المباني المدرسية. وأفادت بأن برامج الدعم النفسي والتوجيه المجتمعي تستخدم كأداة فاعلة لنشر ثقافة العناية بالمدرسة والانتماء إليها، من خلال جلسات توعوية تعقد داخل الصفوف وتنظيم أنشطة تربوية تهدف إلى تعزيز سلوك الحفاظ على المرافق العامة.

أكدت سباعي أيضاً على أن التحسينات التي تنفذ في المدارس تشمل المرافق الخاصة بذوي الإعاقة، حيث يتم في كل مدرسة يتم صيانتها تأمين ممرات آمنة وسلالم ملائمة، إضافة إلى تجهيز دورات مياه تتناسب مع احتياجات الطلاب من ذوي الهمم. كما تجرى عمليات تقييم حالات الطلاب من ذوي الإعاقة من خلال دائرة البحوث التربوية، ويتم تأمين معلم مصادر لدعمهم تعليمياً. وذكرت أن أغلب المدارس الرسمية تحتوي حالياً على غرفة مخصصة لمصادر الدعم، ومعلّم متخصص لتعليم الطلاب ذوي الهمم، ما يسهم في تعزيز فرص دمجهم في البيئة التعليمية.

وتحدثت سباعي عن متابعة أوضاع المدارس التي تعد جزءاً أساسياً من الخطة التربوية، وتتم من خلال فرق فنية وتربوية متخصصة تقوم بزيارة المدارس المنتهية أعمال الصيانة فيها لتقييم مستوى التنفيذ وفعالية التحسينات. كما تشجع المديرية على تقديم المقترحات من قبل المعلمين، وأولياء الأمور، والمجتمع المحلي، لضمان تطوير مستمر للبيئة التعليمية، وتحقيق استجابة أفضل لاحتياجات الطلاب والمعلمين على حد سواء.

تشكل جهود الصيانة والتأهيل الجارية في مدارس حمص خطوة متقدمة نحو استعادة البنية التحتية التعليمية وتحسين جودة التعليم، وتعكس حرص الجهات المعنية على توفير بيئة تعليمية آمنة وشاملة للجميع، مع التركيز على السلامة، والاستدامة، ودمج الفئات الأكثر حاجة، استعداداً لانطلاقة تعليمية واعدة في العام الدراسي الجديد.

مشاركة المقال: