الأربعاء, 27 أغسطس 2025 11:24 PM

الأرصاد الجوية تتوقع أمطارًا جيدة في غرب سوريا خلال شهر أيلول وتحذر من التغيرات المناخية

الأرصاد الجوية تتوقع أمطارًا جيدة في غرب سوريا خلال شهر أيلول وتحذر من التغيرات المناخية

أعلن رئيس مركز التنبؤ المركزي في المديرية العامة للأرصاد الجوية، شادي جاويش، عن توقعات بهطول أمطار جيدة على المناطق الغربية من سوريا خلال النصف الثاني من شهر أيلول القادم، بينما تكون فرص الأمطار ضعيفة في المناطق الداخلية. وأوضح جاويش، في تصريح لعنب بلدي، أن الهطولات ستكون حول المعدل المعتاد لشهر أيلول في المناطق الغربية، حيث تتراوح بين 30 و50 ملم حسب المنطقة، مشيرًا إلى أن طبيعة الهطولات في فصل الخريف تكون عادة غير متجانسة.

واستبعد جاويش حدوث شتاء مبكر في سوريا هذا الموسم من حيث الحرارة والهطولات، متوقعًا تأخر الموسم المطري نسبيًا في معظم المناطق باستثناء الغربية. كما توقع تأخر وصول الهواء البارد حتى نهاية العام تقريبًا، مع بقاء درجات الحرارة أعلى من معدلاتها حتى شهر كانون الأول القادم. وأشار إلى أن فرص الهطول خلال فصل الشتاء ستكون جيدة، مع توقعات بهطولات ثلجية في حال وصول الهواء القطبي، مؤكدًا على ضرورة مراقبة خرائط الطقس للأشهر الثلاثة القادمة (فصل الخريف).

وشهدت سوريا "قبة حرارية" خلال الثلث الثاني من شهر آب الماضي، حيث تجاوزت درجات الحرارة 47 درجة في معظم المناطق، وكانت المناطق الشرقية الأكثر تأثرًا. وعرّف جاويش ظاهرة "القبة الحرارية" بأنها منطقة واسعة من الضغط الجوي المرتفع تتشكل نتيجة حركة الرياح في الطبقات العالية من الجو، مما يجبر الهواء الحار على العودة للأسفل، وبالتالي يتشكل طقس مستقر وصافٍ في طبقات الجو المتوسطة والعالية، ما يسمح بوصول المزيد من الإشعاع الشمسي إلى سطح الأرض وتسخين أكبر ودرجات حرارة مرتفعة وقياسية.

وشهدت سوريا شتاءً جافًا للغاية في موسم 2024-2025، ووُصف بأنه "استثنائي" ولم يحدث منذ نحو سبعة عقود، مما أدى إلى أزمة مياه حادة نتيجة تأثر معظم الموارد المائية السطحية والجوفية وتراجع مناسيب تخازين السدود، وانعكس سلبًا على واقع الري وتسبب بأضرار كبيرة في القطاع الزراعي.

وأشار جاويش إلى أن التغيرات المناخية طرأت على سوريا منذ ما يقارب عشر سنوات، حيث حصل تغير في نمط وتوزيع وشدة الهطول المطري، بالإضافة إلى التغيرات في عدد حالات الموجات الحارة التي تأتي في فصل الصيف. وشهدت السنتان الماضيتان موجات حر في فصل الربيع وتحديدًا في أيار، وهذه الموجات تسبب أذية بالمحاصيل الزراعية أكثر من موجات الحر التي تحدث في فصل الصيف. وأوضح أن آثار التغيرات المناخية تزايدت خلال الفترة الأخيرة، ومن المتوقع تزايدها في الفترات المقبلة، مشيرًا إلى أن هذه التغيرات لا تقتصر على أنماط الهطول والجفاف فقط، بل يمكن أن تشمل هطولات فيضانية تسبب أذية في التربة والممتلكات العامة وحتى ضحايا.

وتلعب التغيرات المناخية دورًا حاسمًا في رسم اتجاهات محصول القمح السوري، فإلى جانب تحديات الحرب وتراجع الموارد، أدى تناقص معدلات الهطول المطري وعدم استقراره إلى سنوات جفاف قاسية، كانت بمثابة نقاط انهيار في الإنتاج، كما في سنوات 2018 و 2021 و 2022، بينما جلبت سنوات تحسن فيها الهطول المطري بعض الوفرة بالإنتاج كما في عامي 2020 و 2023. ورغم أن المعدل التقديري للهطول في عام 2025 لم يتراجع كثيرًا عن عام 2024، فإن تأخر الهطول نهاية عام 2024، وتقطعه هذا العام، أدى إلى تأثر المزروعات البعلية وقلق الفلاحين. ويقدر المعدل الوسطي للهطول في سوريا بين 300 و350 ملم سنويًا، أما الموسم الماضي فالتقديرات في أفضل الأحوال وصلت إلى 210 ملم.

وتواصل المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تحذيراتها من تأثير تغيّر المناخ والأنشطة البشرية الصناعية، إذ قالت، إن "درجات الحرارة بصدد تجاوز المستويات القياسية على اليابسة وفي المحيطات، مع آثار مدمّرة محتملة على النظم البيئية". وكانت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية حذرت، في وقتٍ سابق، من أن العالم سيشهد درجات حرارة قياسية هي الأعلى عبر التاريخ خلال السنوات من 2023 حتى 2027.

مشاركة المقال: