تستمر التحضيرات المكثفة في محافظة درعا لإطلاق حملة "أبشري حوران" يوم السبت المقبل من مدرج بصرى الشام الأثري. تعتبر هذه الحملة امتداداً لجهود العمل الأهلي ومبادرة مجتمعية واسعة النطاق، تنطلق لأول مرة بهذا الحجم بمشاركة محلية واسعة، معتمدة على تضافر جهود الجمعيات الأهلية والفعاليات الشعبية والمجتمع المحلي.
تعزيز التنمية وإعادة البناء
خلال مؤتمر صحفي عقدته اللجنة المنظمة لإشهار الحملة والتعريف بأهدافها التنموية، أكد محافظ درعا أنور الزعبي أن الحملة تهدف إلى تنفيذ مشاريع تنموية مهمة في المحافظة، خاصة في مجالات التعليم والصحة والمياه. وأشار إلى أنها تأتي كجزء من الجهود المستمرة التي تبذلها المحافظة لتعزيز عملية إعادة الإعمار وتحسين جودة الخدمات في مختلف القطاعات.
دعا محافظ درعا جميع السوريين في الداخل والخارج إلى المشاركة في دعم هذه المبادرة الوطنية، التي تهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة وإعادة بناء المحافظة بما يعود بالنفع والخير على جميع أبنائها.
نموذج في التكافل
أوضح مدير الحملة مازن الخيرات أن الحملة، التي تأتي برعاية مباشرة من محافظ درعا، تهدف إلى إعادة الحياة والبنية الأساسية لكثير من القطاعات، عبر ترميم المدارس والمراكز الطبية وصيانة الآبار بمشاركة واسعة من أبناء المحافظة في الداخل والمغترب، وبالتعاون مع المنظمات الإنسانية والداعمين المحليين والدوليين. وأكد أن الحملة ستشكل نموذجاً وطنياً في التكافل والاستدامة وتجسيد قيم الخير والشهامة التي عرفت بها حوران عبر تاريخها، بما يعيد الأمل إلى المجتمع.
مدير الحملة: خطط واضحة ولجان متابعة مشتركة لضمان الشفافية
وأضاف الخيرات أن العمل سيجري وفق خطط واضحة ولجان متابعة مشتركة لضمان الشفافية. سيتم تشكيل لجنة متابعة مشتركة تضم ممثلين عن المحافظة والمجتمع المدني، مع نشر تقارير إنجاز مرحلية كل ثلاثة أشهر، تتضمن أرقاماً وبيانات مرفقة بالصور والفيديوهات، ترفع لمجلس أمناء يشكل من المحافظة والمانحين.
وأوضح مدير الحملة أن التبرع سيتم عبر آلية مرنة طرحتها الحملة، حيث ستنطلق تبرعات مباشرة في المساجد بعد صلاة الجمعة المقبل، تليها حملة تبرعات مباشرة أيضاً اعتباراً من يوم السبت القادم، من خلال التبرع المباشر عبر البنك ومجموعات "الواتس اب" الأهلية التي يتم تشكيلها، وأيضاً التبرع المباشر عبر التجمعات الشعبية في القرى والبلدات، والتبرع الإلكتروني والتحويل المباشر عبر تطبيق شام كاش. ولفت إلى أن الحملة ستوقع سلسلة من مذكرات التفاهم مع المنظمات الإنسانية المحلية والدولية.
بدوره، كشف مدير المشاريع في الحملة ونائب محافظ درعا المهندس مهند الجهماني أن الحملة تسعى إلى جمع مبلغ 32 مليوناً و740 ألف دولار أمريكي لدعم المشاريع التنموية. وأكد أن "أبشري حوران" ستكون حملة تنموية إسعافية، وستنفذ عبر لجان رقابة ومتابعة من باب حوكمة الحملة وضبط النفقات فيها، موضحاً أنه ولضمان موضوع الشفافية ستكون أموال الحملة ومشاريعها المرتقبة تحت إشراف الهيئة العامة للرقابة والتفتيش فرع درعا.
الجهماني: نسعى إلى جمع مبلغ 32 مليوناً و740 ألف دولار أمريكي لدعم المشاريع التنموية
لقاءات مكثفة للتعريف بالحملة
كثّفت اللجنة المنظمة للحملة لقاءاتها الدورية للتعريف بالحملة وأهدافها التنموية، حيث نظمت لقاءات موسعة مع ممثلي الجمعيات والمؤسسات الأهلية التابعة لمديرية الشؤون الاجتماعية والعمل ورؤساء البلدات والمجالس المحلية، ووجهاء المجتمع الأهلي، إضافة إلى لقاءات أخرى جرت مع وجهاء وشيوخ وممثلي عشائر محافظة درعا.
أكد رئيس غرفة تجارة وصناعة درعا نشأت الرفاعي أن الغرفة ستكون داعماً قوياً للحملة وفي طليعة المشاركين فيها، مضيفاً: "سنكون السهم ورأس الحربة في هذه الفزعة، فدرعا وكما هو معروف عنها أنها أم الفزعات". ودعا الرفاعي أعضاء الغرفة والعاملين في القطاع التجاري الصناعي وكل أبناء المحافظة للمشاركة في الحملة بسخاء.
ومن المزمع أن تركز الحملة على مجموعة من الأولويات الخدمية التي تمس حياة الناس بشكل مباشر، كالتعليم من خلال ترميم وصيانة المدارس وتوفير المستلزمات التعليمية الأساسية، وأيضاً في القطاع الصحي كتأهيل المراكز الطبية ودعمها بالأدوية والمعدات اللازمة، وفي مجالي المياه والطاقة عبر إصلاح وحفر الآبار، صيانة شبكات المياه، وتوفير حلول بديلة للطاقة فضلاً عن الخدمات العامة كإنارة الشوارع، وصيانة الطرق، وتحسين النظافة العامة والبنية التحتية.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية