أعلنت وزارة الصحة السورية، بالتعاون مع منظمة "الأمين الإنسانية"، عن إطلاق حزمة مشاريع صحية تهدف إلى تطوير القطاع الطبي وتعزيز التنمية المستدامة، وضمان توفير خدمات متكاملة للمواطنين. وقد تم الإعلان عن هذه المشاريع في 24 آب، خلال حفل أقيم في فندق "داما روز" بدمشق، بحضور عدد من الوزراء والمحافظين.
تشمل المشاريع المعلن عنها دعم خدمات الرعاية الصحية الأولية، وغسيل الكلى، وزراعة القوقعة والقرنية، وتركيب الأطراف الصناعية، وعلاج أورام الأطفال، بالإضافة إلى الجراحات التخصصية. كما تتضمن إعادة تأهيل البنى التحتية للمنشآت الطبية، وتدريب الكوادر، وتقديم الدعم النفسي.
تهدف هذه المبادرات إلى تعزيز التشخيص والعلاج، وتطوير الرعاية الصحية، ودعم التحول الرقمي والتكنولوجي، وتأهيل الكوادر الطبية وفقًا لأحدث المعايير.
تعاون وشراكات
أكد وزير الصحة، مصعب العلي، في الحفل الذي حضرته عنب بلدي، أن الوزارة تضع "الإنسان أولًا" على رأس أولوياتها. وأشار إلى ترميم أكثر من 40 مركزًا صحيًا و13 مستشفى، وافتتاح 12 مركزًا جديدًا، وتزويد المنشآت بـ 188 جهازًا طبيًا، ومحطات أوكسجين، ومصادر طاقة شمسية، بهدف تمكين كل مواطن من الحصول على العلاج والخدمة الصحية اللازمة.
وفي حديثه إلى عنب بلدي، أوضح العلي أن التعاون مع منظمة "الأمين" بدأ في فترة سيطرة المعارضة على شمال غربي سوريا، واستمر بعد ذلك. وأضاف أن الوزارة تتبع النهج ذاته مع منظمات أخرى، مشيرًا إلى أن بعض الأجهزة الطبية ستدخل الخدمة قريبًا، وأن التعاون يشمل تجهيزات، وتدريب كوادر، وحملات طبية وعمليات نوعية.
كما أشار إلى وجود اتفاقيات موقعة مع دول قطر والبحرين والكويت بانتظار تفعيلها، بالإضافة إلى اتفاقية مع منظمة "إيميرجنسي" (Emergency) الإيطالية لتجهيز مستشفى "الرستن" في حمص، واتفاقية مع تركيا لتأهيل مستشفى "القلب" في دمر ومستشفى الأورام في حلب.
تمويل بملايين الدولارات
تبلغ قيمة التعهدات الحالية أكثر من 30 مليون دولار أمريكي، مع وعود بمشاريع إضافية بقيمة 19 مليون دولار قبل نهاية العام. وأوضح مدير البرامج في منظمة "الأمين"، واصل الجرك، لعنب بلدي أن المنظمة تعمل على مشاريع استراتيجية لضمان استدامة الخدمات وتوسيعها في المناطق المتضررة، بعد تحديد احتياجات جميع المحافظات. وأضاف أن بعض هذه المشاريع قد دخل حيز التنفيذ بالفعل، وأن مشاريع أخرى ستنطلق قريبًا، بما في ذلك إنشاء خمسة مراكز صحية جديدة تُسلَّم لوزارة الصحة.
مشاريع نوعية
تشمل المشاريع:
- دعم الرعاية الصحية: تغطية 30 مركزًا بشكل كامل و40 مركزًا جزئيًا، ودعم عشرة مراكز لغسيل الكلى.
- غسيل الكلى: توريد 454 جهازًا على دفعات، وإنشاء خمسة مراكز جديدة في إدلب والحراك وطرطوس.
- جراحة القلب: أكثر من 300 عملية للأطفال و150 عملية جراحية، إضافة إلى تدخلات للبالغين.
- الجراحات التخصصية: في المخ والأعصاب والعظام والمفاصل، إضافة إلى زرع مفاصل صناعية.
- زراعة القوقعة: استهداف 1000 طفل داخل سوريا ابتداءً من الشهر المقبل.
- الأطراف الصناعية والتأهيل: حملات شهرية لتركيب أطراف و70 طرفًا شهريًا، وتوزيع كراسٍ كهربائية.
- مراكز النطق والسمع والدعم النفسي: إطلاق مراكز في كل محافظة قبل نهاية العام.
- المعينات البصرية وزراعة القرنية: زراعة 1000 قرنية وتوزيع آلاف النظارات الطبية.
- علاج أورام الأطفال: بالتعاون مع جمعيات محلية في عدة محافظات.
- تدريب الكوادر: برامج تدريبية متقدمة في الجراحة والإنعاش القلبي.
دعم دولي
أكدت ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا، كريستينا بيثكي، أن "الأمين" شريك رئيسي للمنظمة، مشددة على أن إعادة بناء النظام الصحي أولوية، وأن التعاون مع "الأمين" سيستمر خلال العام المقبل. وتعكس هذه المشاريع التزام وزارة الصحة ومنظمة "الأمين" وشركائهما الدوليين بتعزيز الرعاية الطبية وضمان وصولها إلى مختلف المحافظات السورية.