الإثنين, 25 أغسطس 2025 09:40 AM

أكثر من 600 مشارك في أكبر مسير للدراجات بسوريا لنشر الوعي البيئي في دمشق

أكثر من 600 مشارك في أكبر مسير للدراجات بسوريا لنشر الوعي البيئي في دمشق

عنب بلدي – لمى دياب – شهدت العاصمة دمشق مشاركة واسعة النطاق في مسير للدراجات الهوائية، حيث تجاوز عدد المشاركين 600 شخص من الهواة والمحترفين. هدف هذا المسير إلى تعزيز الوعي البيئي ونشر ثقافة ركوب الدراجات في المجتمع.

انطلق المسير صباح يوم الجمعة الموافق 22 من آب، من مدينة "الجلاء"، مرورًا بأوتوستراد المزة، وعقدة 17 نيسان، ودوار المواساة، وكيوان، وساحة الأمويين، وطريق بيروت، وجسر فيكتوريا، وساحة المحافظة، وصولًا إلى صالة "الجلاء". تم تنظيم هذا الحدث بالتعاون بين اتحاد الدراجات وفريق "Road Ride"، وبرعاية وزارة الرياضة والشباب.

تقليد سنوي

أوضح رئيس اتحاد الدراجات، خالد كوكش، في حديث لعنب بلدي، أن هذا المسير يأتي احتفالًا باليوم العالمي للدراجة الهوائية، ويهدف إلى نشر ثقافة ركوب الدراجات بين مختلف فئات المجتمع، بالإضافة إلى التذكير بأهمية ترشيد استهلاك المياه في مدينة دمشق.

استغرق المسير حوالي ساعة ونصف، وشهد مشاركة واسعة من جهات رسمية وأهلية. وأشار كوكش إلى أن التسجيل للمشاركة كان متاحًا عبر الإنترنت، حيث بلغ عدد المسجلين أكثر من 600 شخص، بالإضافة إلى حضور العديد من غير المسجلين، مما جعل هذه الفعالية أكبر مسير للدراجات تشهده سوريا.

وفيما يتعلق بالتحديات، أكد كوكش أن الفعالية لم تواجه صعوبات كبيرة بفضل التنسيق مع وزارات الداخلية والصحة والاتحاد الرياضي العام، بالإضافة إلى حضور فرق الهلال الأحمر السوري، والدور الكبير الذي قام به رجال المرور والأمن لإنجاح الحدث.

وعن الخطط المستقبلية، أشار كوكش إلى أن هذه الفعالية ستتحول إلى تقليد سنوي، وأن الاتحاد يحرص باستمرار على تنظيم أنشطة مماثلة بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المحلي والجهات الحكومية، مع التأكيد على أن تعزيز ثقافة ركوب الدراجات بين الشباب السوري يمثل أولوية باعتبارها رياضة صديقة للبيئة وصحية على المستويين الفردي والمجتمعي.

الرياضة منصة للتوعية

أوضح المتحدث باسم وزارة الرياضة والشباب، مجد الحاج أحمد، أن هذه الفعالية تهدف إلى تسليط الضوء على قضايا حيوية مثل ترشيد استهلاك المياه، والحفاظ على الغطاء النباتي، ومواجهة ارتفاع درجات الحرارة والتحديات الناجمة عن التغير المناخي، وتجسد رؤية الرياضة كمنصة للتوعية المجتمعية، حيث تتقاطع الجهود مع الوزارات والمؤسسات الوطنية المختلفة من أجل تعزيز المسؤولية الفردية والجماعية تجاه البيئة والمجتمع، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السورية (سانا).

وبيّن أن الوزارة من خلال هذه الأنشطة تتطلع إلى تحويل الرسائل التوعوية إلى سلوك عملي وواقع يترجم التكامل بين الرياضة والثقافة والبيئة والصحة العامة، بما يعكس الدور الرائد للرياضة في خدمة المجتمع.

وأوضح أن الرياضة بما تحمله من قيم إيجابية لا تقتصر على شريحة محددة، بل تصل إلى جميع فئات المجتمع بمختلف اهتماماتهم وخلفياتهم الثقافية، وهو ما يمنحها قدرة مضاعفة على نشر الرسائل الوطنية والإنسانية.

تخصيص مسارات آمنة

يرى ليث عواد، الذي شارك بالفعالية، أن الدراجة ليست فقط للترفيه بل هي وسيلة مواصلات رخيصة بالنسبة لطلاب الجامعة، وإقامة هذه الفعاليات تعد مشجعة لاستخدامها بشكل يومي.

الشابة سندس اليوسف، المشاركة في المسير، اعتبرت أن وجود عدد كبير من السيدات والفتيات في الفعالية يعد "إنجازًا"، إذ يجب كسر الحاجز المجتمعي، وقيادة الدراجة بثقة أكبر.

وبيّنت السيدة شيرين موصلي، التي شاركت أيضًا في المسير، أن مشهد مسير الدراجات يبعث الأمل بثقافة نقل حضارية، وأعربت عن أملها بأن يتم تخصيص مسارات آمنة تشجع على اعتمادها وسيلة نقل يومية.

مسير آخر في الخريف

أكد مدير فريق "Road Ride"، بسام الهواري، في حديث إلى عنب بلدي، أن المسير جاء بفكرة وتنظيم كاملة من الفريق، وشهدت المشاركة إقبالًا غير مسبوق، ما شكل تحديًا كبيرًا نظرًا للطابع الأهلي للفريق وعدم تبعيته لاتحاد رياضي، وأعضاؤه من الهواة.

وأوضح أن الفكرة ارتكزت على جانبين، توعوي وبيئي، إضافة إلى نشر ثقافة ركوب الدراجات، ويتمثل الجانب التوعوي بترشيد استهلاك المياه، والحفاظ على الغطاء النباتي، وتسليط الضوء على مخاطر الحرائق، وتم توزيع نصائح على المشاركين خلال المسير.

وينظم الفريق جولات شبه يومية في دمشق، مع مسارات متنوعة تناسب مختلف المستويات، بمشاركة هواة وليس محترفين، بهدف تعزيز الوعي في المجتمع، وفق الهواري.

وكشف عن خطة لتنظيم مسير آخر خلال فصل الخريف، لافتًا إلى أن "نسبة الإناث في الفريق تتجاوز نسبة الذكور".

وتمنى أن تعتمد وزارة الرياضة هذا الحدث بشكل سنوي بتاريخ ثابت، لما له من دور في نقل صورة حضارية عن سوريا، وتعزيز مفهوم السلم الأهلي، بالإضافة إلى فوائده الاقتصادية من مختلف الجوانب.

مشاركة المقال: