الأحد, 24 أغسطس 2025 08:27 PM

معرض دمشق الدولي يعود بقوة بمشاركة 20 دولة بعد انقطاع

معرض دمشق الدولي يعود بقوة بمشاركة 20 دولة بعد انقطاع

تستعد مدينة المعارض في ريف دمشق لاستقبال فعاليات الدورة الـ 62 من معرض دمشق الدولي، المقرر انطلاقها في 27 آب الحالي، تحت شعار "سوريا تستقبل العالم". وتعتبر هذه الدورة الأولى بعد سقوط نظام الأسد، بعد توقف دام ست سنوات.

أكد مدير عام مؤسسة المعارض والأسواق الدولية، محمد حمزة، في تصريح لعنب بلدي، أن الإدارة الجديدة للمؤسسة السورية للمعارض اتخذت قرارًا "جريئًا" منذ بداية نيسان الماضي، يمثل تحديًا كبيرًا نظرًا للظروف التي مرت بها سوريا منذ أواخر العام 2024، خاصة بعد تعرض مدينة المعارض للتخريب وعدم جاهزيتها لاستضافة هذا الحدث الهام الذي يعتبر جزءًا من النسيج الاقتصادي والاجتماعي والثقافي لمدينة دمشق.

وأوضح حمزة أن البنية التحتية لمساحات العرض كانت بحاجة ماسة للصيانة والتجديد نتيجة للإهمال الذي تعرضت له. وأشار إلى أن الحكومة السورية قدمت الدعم المادي والمعنوي للمعرض، باعتباره واجبًا وطنيًا، بهدف استعادة مكانته المرموقة وتقديم صورة حقيقية عن الاقتصاد السوري، بالإضافة إلى مساعدة الفعاليات والصناعيين على الاطلاع على أحدث التطورات والتقنيات في مختلف المجالات الاقتصادية.

225 شركة أجنبية

كشف حمزة عن مشاركة أكثر من 20 دولة في المعرض هذا العام، وهو رقم جيد بالنظر إلى أن التواصل مع الدول بدأ قبل ثلاثة أشهر فقط. ومن بين الدول المشاركة: السعودية، الأردن، قطر، مصر، تركيا، السودان، بلجيكا، جنوب افريقيا، الجزائر، ليبيا، باكستان، فلسطين، أبخازيا، إندونيسيا، مقدونيا، الفليبين، بولونيا، التشيك، وغرفة تجارة أوروبا. وأكد أن عدد الشركات الأجنبية المشاركة بلغ 225 شركة، في حين بلغ عدد الشركات العربية والمحلية حوالي 725 شركة، على مساحة عرض تقدر بـ 95000 متر مربع.

تكمن أهمية المعرض هذا العام في استعادة دوره في بناء اقتصاد سوري قوي وقادر على المنافسة عالميًا، في ظل التطور الكبير الذي شهدته الدول في مختلف جوانب الحياة، بحسب حمزة. وأشار إلى أن المعرض شهد ركودًا كبيرًا في العقود الماضية، وتراجعت مشاركة العديد من الدول بسبب "تحجر العقليات" التي حكمت الاقتصاد السوري وحولته إلى اقتصاد "خشبي" مستهلك ومتهالك. وتوقع حمزة أن يحصل الصناعيون والاقتصاديون ورجال الأعمال السوريون على حصة جيدة من السوق العالمية، وأن تكون دورة هذا العام بمثابة بوابة للانفتاح على العالم و"اللبنة الأولى" و"حجر الأساس" لسوريا.

جانب ترفيهي

أعلنت إدارة المعرض أن فعالياته لا تقتصر على الاقتصاد والتجارة، بل تشمل الثقافة والفن أيضًا، من خلال أنشطة وفعاليات متنوعة لتحقيق "تجربة غنية وشاملة". وأكدت أنه في دورة معرض دمشق الدولي 2025، سيتم تقديم أكثر من عرض مسرحي، بما في ذلك عملان يعرضان للمرة الأولى.

يذكر أن فيروز أحيت الدورة الأولى للمعرض، واستمر حضورها السنوي حتى عام 1977، عندما حالت الحرب الأهلية اللبنانية دون استمرار مشاركتها. ومع نجاح المعرض، بدأ يستقطب اهتمامًا إقليميًا وعربيًا واسعًا، وأصبحت زيارات الفنانين العرب وحضور فعالياته أمرًا اعتياديًا، وتلا ذلك مشاركة فرق عالمية موسيقية وإقامة فعاليات مسرحية وموسيقية.

تبلغ مساحة مدينة المعارض في دمشق 1,200,000 متر مربع، وتضم حوالي 70 ألف متر مربع من الأجنحة المبنية، و65 ألف متر مربع من المساحات المكشوفة للعرض، بما في ذلك أجنحة دولية، وأجنحة خاصة، وأجنحة مخصصة للبيع، وجناح سوري وطني، بالإضافة إلى جناح للصناعات اليدوية.

أكثر من مليون شخص

شهد عام 1954، في عهد الرئيس السوري الأسبق هاشم الأتاسي، إقامة "معرض دمشق الدولي" للمرة الأولى، وهو ما شكل حدثًا فريدًا في المنطقة العربية، حيث اعتبر أكبر معرض في منطقة الشرق الأوسط، بفعالياته المتنوعة وحضور كبار السياسيين في سوريا لافتتاحه. كان من المقرر أن يقام المعرض مرة كل خمس سنوات، إلا أن نجاحه الكبير في دورته الأولى، ووصول عدد زواره إلى أكثر من مليون شخص، بحسب الموقع الرسمي للمؤسسة العامة للمعارض والأسواق الدولية، دفع الحكومة السورية آنذاك لإقامته سنويًا. وفي عام 1955، أصدر الرئيس السوري الأسبق شكري القوتلي مرسومًا جمهوريًا يقضي بإنشاء "المديرية العامة لمعرض دمشق الدولي"، لتطوير وإدارة وإقامة المعرض سنويًا، في المنطقة الممتدة من "ساحة الأمويين" حتى جسر "فيكتوريا" في قلب العاصمة.

مشاركة المقال: