السبت, 23 أغسطس 2025 06:19 PM

أزمة مياه حادة في دمشق: انخفاض غير مسبوق في نبع الفيجة ينذر بالعطش

أزمة مياه حادة في دمشق: انخفاض غير مسبوق في نبع الفيجة ينذر بالعطش

أعلن رئيس مركز نبع الفيجة والقطاع الغربي في مؤسسة مياه دمشق، "خالد حسن"، أن العاصمة وريفها واجهتا صيفاً صعباً هذا العام بسبب تراجع غزارة الينابيع، مما استدعى إعلان حالة الطوارئ من قبل المؤسسة.

وفي تصريح لموقع سناك سوري، أوضح "حسن" أن المؤسسة وضعت خطة تتألف من أربعة بنود لتعويض هذا النقص. تشمل الخطة إعادة تشغيل أكثر من 400 مصدر مائي، وتنظيم توزيع أدوار المياه بين الأحياء، وإطلاق حملات توعية لترشيد الاستهلاك بالتعاون مع وزارات الإعلام والصحة والتربية والتعليم.

وأشار "حسن" إلى أن غزارة نبع الفيجة بلغت في صيف العام الماضي 10 أمتار مكعبة في الثانية، ووصلت إلى ذروة قدرها 20 متراً مكعباً في الثانية، مما وفر فائضاً نسبياً لتلبية احتياجات دمشق. إلا أن الغزارة انخفضت هذا العام إلى 2 متر مكعب في الثانية فقط، وهو ما يغطي نصف الحاجة فحسب.

وأكد رئيس المركز أن هذا التراجع في الغزارة دفع المؤسسة إلى إعلان حالة الطوارئ واتخاذ إجراءات فورية لضمان استمرار تزويد المدينة بالمياه وتفادي أي نقص يؤثر على المواطنين. وأوضح أن المؤسسة عادة ما تتوقف عن العمل ببقية الآبار عندما يفيض نبع الفيجة، لكنها عادت إلى الاعتماد على الآبار بشكل قسري بسبب الخطر على الأمن المائي، محذراً من أن استمرار هذا النمط سيؤدي إلى انخفاض إضافي في مناسيب المياه، وربما إلى جفاف بعض الآبار.

ووفقاً لـ "حسن"، لم يصل الوضع إلى حد العطش، لكنه أكد أن المصادر الحالية غير مستدامة وأن هناك مشاريع استراتيجية قيد الدراسة لاستجرار مياه صالحة للشرب من الساحل السوري ودراسة إمكانية تحلية مياه البحر. وأوضح أن إعداد الدراسات قد يستغرق قرابة عامين، قبل الحصول على تمويل والبدء بالتنفيذ الذي قد يستغرق سنوات إضافية عدة.

من جهته، قال مدير مؤسسة مياه دمشق "أحمد درويش" إن ضعف الهطولات المطرية الواردة على الحوض الرئيسي المغذي لنبع لمدينة دمشق وريفها كانت بحدودها الدنيا، ومنذ عام 1958 لم تشهد البلاد نقصا في الهطولات المطرية ، حسب إحصائيات المؤسسة، وهذا ينذر أن كمية المياه الواردة إلى مدينة دمشق ستكون في حدها الأدنى، وبالتالي سوف يتم فرض حالة طوارئ لتوزيع أدوار مياه الشرب.

وأضاف "درويش" في حديث لوكالة الصينية أن مدينة دمشق وريفها تحتاج إلى 450 ألف متر مكعب يوميا من المياه، لافتا إلى أن هذه الكمية كان يتم الحصول عليها من عدة مصادر منها مصادر رئيسية مثل نبع الفيجة وآبار نبع بردى وحاروش وجديدة يابوس في الريف الغربي لدمشق، مبيناً أن هذا العام لم يفض نبع الفيجة وكانت الأمطار بالحد الأدنى، بينما يبلغ النقص حوالي 100 ألف متر مكعب خلال الصيف وفق حديثه.

مشاركة المقال: