الخميس, 21 أغسطس 2025 09:49 PM

أزمة مياه حادة تهدد مستقبل الزراعة في ريف منبج الشمالي وتفاقم معاناة المزارعين

أزمة مياه حادة تهدد مستقبل الزراعة في ريف منبج الشمالي وتفاقم معاناة المزارعين

يشهد الريف الشمالي لمدينة منبج أزمة متصاعدة تنذر بتبعات وخيمة على الموسم الزراعي، وذلك نتيجة النقص الحاد في مياه الآبار الارتوازية وارتفاع تكاليف استخراجها، بالإضافة إلى أزمة المحروقات التي زادت من أعباء المزارعين. وقد انعكس هذا الوضع بشكل مباشر على المساحات المزروعة، مما أدى إلى تراجع إنتاج المحاصيل الصيفية والخضروات، وسط مخاوف متزايدة بشأن الأمن الغذائي المحلي.

أعماق أكبر وتكلفة متزايدة

أوضح المزارع منذر الحسين لـ”سوريا 24″ أن الزراعة أصبحت عبئاً وخسارة فادحة في ظل الارتفاع الكبير في أسعار المازوت. وأضاف: “في الماضي، كنا نحفر الآبار بعمق يتراوح بين 40 و50 متراً، أما اليوم فقد تجاوز الحفر 150 متراً، ومع ذلك فإن المياه غير كافية للري.” وأشار الحسين إلى أن هذا الوضع أجبر المزارعين على تقليص مساحات أراضيهم المزروعة، فبعد أن كان المزارع يزرع عشرة دونمات، أصبح بالكاد يزرع ثلاثة أو أربعة. كما أكد أن ارتفاع أسعار المحروقات جعل تشغيل الغطاسات لساعات طويلة أمراً شبه مستحيل، مما أدى إلى مضاعفة التكاليف وتراجع الإنتاج.

الاعتماد على بدائل غير آمنة

من جانبه، ذكر المزارع أبو عبيد أن معظم الآبار اليوم تحتاج إلى عمق يتراوح بين 120 و130 متراً، وهو ما يفرض تكاليف باهظة بالدولار لا يستطيع المزارع البسيط تحملها. وأوضح أن بعض الأهالي اضطروا إلى الاعتماد على مياه المجرور أو على أنظمة ري بالتنقيط لزراعة محاصيل بسيطة مثل الفليفلة والباذنجان، إلا أن هذه الحلول غير فعالة، فهي لا توفر إنتاجاً جيداً، كما أن مياه المجرور غير صحية وتؤثر سلباً على جودة المزروعات. وأشار أبو عبيد إلى أن المزارع الذي يمتلك بئراً عميقاً مزوداً بغاطس قوي يمكنه ري ما بين 15 و20 دونماً بشكل مناسب، في حين يعجز معظم المزارعين عن ذلك. وأضاف أن هذه الظروف دفعت بالكثيرين إلى التخلي عن مساحات واسعة من أراضيهم أو تقليص موسمهم الزراعي.

مواسم مهددة ومستقبل مجهول

تسببت الأزمة الحالية في تراجع كبير في إنتاج الخضروات الصيفية في ريف منبج الشمالي، حيث يؤكد المزارعون أن نسبة الأراضي المزروعة انخفضت إلى أقل من النصف مقارنة بالسنوات الماضية. ويحذرون من أن استمرار الأوضاع على هذا النحو سيؤدي إلى عزوف المزيد من الفلاحين عن الزراعة، مما يهدد الأمن الغذائي المحلي. ويطالب المزارعون بدعم عاجل يشمل توفير المحروقات وتسهيل حفر الآبار، بالإضافة إلى تدخل المنظمات والجهات المسؤولة لإيجاد حلول مستدامة لمشكلة المياه، بما يضمن استمرارية الزراعة وتأمين مصدر رزق مئات الأسر.

مشاركة المقال: