الخميس, 21 أغسطس 2025 02:15 PM

صفاء عبد المجيد: الفنانة التشكيلية التي تمزج الواقع بالرمزية في لوحاتها

صفاء عبد المجيد: الفنانة التشكيلية التي تمزج الواقع بالرمزية في لوحاتها

تسعى الفنانة صفاء عبد المجيد في لوحاتها إلى تحقيق التجريد الرمزي الخيالي، متأرجحة بين التلميح إلى المشهد وأبعاده الداخلية. تعتبر عبد المجيد الرسم تخطيطاً تلقائياً للخواطر والرؤى المستمدة من الواقع، ما يقربها من التعبيرية بتحميل اللمسات اللونية والتفاعل الوجداني.

تعكس اللوحة إيقاعاً بصرياً يكشف روح الحركة الفنية لدى الفنانة. وقد أجرت صحيفة الحرية حواراً مع الفنانة التشكيلية صفاء عبد المجيد، وإليكم أبرز ما جاء فيه:

كيف تقدم الفنانة التشكيلية صفاء عبد المجيد نفسها للمتلقي؟

نشأت في عائلة فنية؛ فجدي خطاط وشاعر، وأعمامي خطاطون، ووالدي خطاط وشاعر، وأختي الفنانة التشكيلية سناء عبد المجيد. بدأت منذ الطفولة برسم الطبيعة، والشخصيات الكرتونية، والأزهار والطبيعة الصامتة. درست في مركز أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية، وتخرجت عام 2008، وعملت أول معرض فردي في 2010 في المركز الثقافي- أبو رمانة. أقدم نفسي من خلال تجسيد أفكاري، والذاكرة البصرية التي أعتمد عليها تلقائياً في رسم اللوحة. فالعقل إرث كبير تتراكم فيه آلاف الصور والمشاهد؛ يمكنني تصويرها ورسمها على مساحة محدودة الأبعاد، ويمكن للمتلقي أن يتذوقها.

كيف كانت بدايتك في عالم الفن؟

كانت بداياتي محصورة في رسم الشخصيات الكرتونية والورود والطبيعة، وتطورت وأصبحت بلا حدود.

هل تنتمي أعمالك لمدرسة فنية معينة؟ وهل برأيك يجب على الفنان أن يتقن جميع المدارس الفنية؟

يجب على الفنان أن يدرس كل المدارس الواقعية، والانطباعية، والتكعيبية، والتجريدية، والتعبيرية، والسريالية… وبعد ذلك يتجه للمدرسة التي يجد نفسه فيها، على أن يراعي التكوين اللوني والخطي والتقنية للوحة.

ما اللوحة التي تجسد وجودك كأنثى وتحاكي عالمك؟

اللوحة الكبيرة، لأن المساحات الواسعة تشعرني بأريحية في العمل، وتترجم ما يدور في داخلي على سطح اللوحة من دون دراسة مسبقة.

ما العلاقة التي تربط بين اللوحة بالألوان واللوحة بالكلمات برأيك؟

اللوحة بالألوان هي تعبير من خلال الألوان. إذا كان بداخلك حزن، الألوان تترجم الحزن لاشعورياً، فأتجه إلى الألوان الباردة الحزينة. وإذا كنت سعيدة وفرحة، فلاشعورياً أتجه إلى الألوان المشرقة التي تعبّر عن الأمل والفرح. أما اللوحة بالكلمات، فهي تصدر بشكل مباشر على اللوحة.

تقنية استخدام الألوان وعلاقتها بنجاح اللوحة، وما هي الألوان التي تستخدمينها؟

لنجاح اللوحة، يجب أن ترتكز على أهم عناصر وهي اللون والخط والتقنية. أنا أعالج اللون جيداً، وأمزجه بشكل صحيح على الباليت، وأعرف كيف أوظفه بتقنية ما. وأحب أن أستعمل ألوان الأكريليك، وأحياناً الألوان الزيتية.

هل تأثر الفن بالظروف الراهنة، وهل من رسالة عبر فنك؟

طبعاً، تأثر الفن بظروف الحرب؛ الفنان يتأثر أكثر. أحاول أن تكون ألواني كلها فرح، لكي أعطي أملاً نحو المستقبل المشرق. وأحب أن أرسم وأعبر بلوحاتي برسم المرأة، لأن المرأة لعبت في الحرب دوراً مهماً جداً. أخذت دور الأم والأب بغياب زوجها، وجابهت الظروف والصعاب، وظلت صامدة. المرأة نصف المجتمع، بل هي المجتمع كله.

النقد وأثره على أعمالك، وماذا حقق لك النقد التشكيلي؟

النقد مهم جداً للفنان؛ يجب أن يسمع آراء شريحة كبيرة من النقاد. كانت أعمالي يسود فيها حزن دفين دائماً، وتعلمت من النقد أن أخرج من الألوان الباردة، وأرسم الأمل والشروق. وبفضل الله، حاولت أن أخرج من هذه المرحلة بنجاح، وأصبحت أرسم الألوان المشرقة التي تشعر المتلقي بالأمل نحو مستقبل مشرق.

ما هي اللوحة التي لها وقع خاص في نفسك؟

رسمت التجريد مع التعبير بالحروفية واللعب باللون، حتى شعرت أني أعزف سيمفونية جميلة. هذه المرحلة كانت أجمل المراحل عندي. وهذه الأعمال حققت نجاحاً كبيراً عند السياح والأجانب في ألمانيا، وإسطنبول، وقبرص، وإيطاليا، حيث تتواجد لوحاتي في هذه الدول.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

مشاركة المقال: