الخميس, 21 أغسطس 2025 02:15 PM

نور الشريف: فنان حمل هموم الناس إلى الشاشة وأثرى السينما بأعمال خالدة

نور الشريف: فنان حمل هموم الناس إلى الشاشة وأثرى السينما بأعمال خالدة

من "أهل القمة" إلى "ناجي العلي"، ترك الفنان نور الشريف بصمة لا تُمحى في عالم الفن، لم يكن مجرد ممثل، بل كان باحثًا دائمًا عن المعرفة، مؤمنًا بأن الموهبة وحدها لا تكفي، وأن الفنان الحقيقي لا يتوقف عن التعلّم والتجربة. كان نور الشريف يحتفظ بدفتر صغير يسجل فيه ملاحظاته عن كل ما يراه ويسمعه، من انفعالات الناس وتعابير وجوههم إلى المواقف العفوية التي قد تتحول إلى مشاهد سينمائية مؤثرة. لم يتجاهل آراء النقاد، بل اعتبرها مادة خامًا للتطوير.

وكما فعل في فيلم "زمن حاتم زهران"، دعم نور الشريف المواهب الشابة وقدم عملاً يحمل رسالة، مؤكدًا إيمانه بقيمة الفن ودوره الإنساني. أنتج الفيلم على نفقته الخاصة ليقدم رسالة قوية عن القيم الحقيقية للتضحية والوطنية، وليُدين الانتهازية التي ظهرت بعد الحرب.

لم تقتصر رسالة نور الشريف على فيلم "زمن حاتم زهران"، ففي عام 2022، احتفل بمرور ثلاثين عامًا على عرض فيلم "ناجي العلي" (20 يناير 1992)، الذي أثار ضجة واسعة وغضب الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وتسبب في منعه في عدد من الدول العربية، بالإضافة إلى هجوم شرس في الصحف المصرية واتهامات بالعمالة لأميركا. ورغم التحديات، أصر نور الشريف على تقديم عمل يعبر عن قناعته، مؤكدًا أن الفن بالنسبة له أمانة ورسالة.

بالعودة إلى مسيرته الفنية، يظل فيلم "أهل القمة" (1981) المأخوذ عن سيناريو نجيب محفوظ، من أبرز أعماله، حيث أبدع في شخصية "زعتر" التي جسدت صراع الطموح مع النظرة التقليدية للمجتمع.

بعد رحيله، بقي نور الشريف مدرسة فنية متكاملة، حصد تكريمات كبرى في المهرجانات العربية، وظل محبوه يرددون أن "نور الفن لن ينطفئ". لم يقتصر حضوره على الشاشة، بل امتد إلى حياته الخاصة التي ارتبطت بقصة حب شهيرة مع الفنانة بوسي. تزوجا عام 1972 وشكّلا ثنائيًا أحبه الجمهور، قبل أن ينفصلا بعد ثلاثة عقود من الزواج، لكن بوسي ظلت حب عمره الوحيد.

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _النهار اللبنانية

مشاركة المقال: