الأربعاء, 20 أغسطس 2025 01:21 AM

جيل الألفية في الأربعين: نظرة جديدة على الشباب والشيخوخة

جيل الألفية في الأربعين: نظرة جديدة على الشباب والشيخوخة

فاطمة عباني - عندما تم اختيار آن هاثاواي لتجسيد دور أم في الأربعينيات من عمرها في فيلم The Idea of You، كان من المتوقع أن يركز الجمهور على القصة الرومانسية الجريئة التي تجمعها بنجم بوب شاب. لكن المفاجأة جاءت من مكان آخر، حيث أثارت ضجة على الإنترنت حول مظهرها الشاب الذي لا يتناسب مع الدور.

في الواقع، كانت هاثاواي في نفس عمر الشخصية أثناء التصوير، لكن مظهرها الشاب أثار نقاشًا واسعًا حول ما إذا كان العمر يعكس المظهر في العصر الحالي.

بالنسبة لأولئك الذين ولدوا بين عامي 1981 و 1996، لم تعد عبارة "العمر مجرد رقم" مجرد شعار تحفيزي، بل وصف دقيق لواقعهم. فهم الجيل الذي نشأ في عصر الإنترنت، وكانوا تحت المجهر الثقافي منذ المراهقة، حيث يتابع الخبراء والصحفيون والمسوقون عاداتهم لتحليل كيف سيغيرون العالم. والآن، مع دخولهم الأربعينيات، يتضح أنهم يغيرون أيضًا طريقة النظر إلى الشيخوخة، وفقًا لمجلة "إل".

في الثقافة الشعبية القديمة، كانت الأربعينيات تعني بداية النهاية، مع أزمات منتصف العمر ونصائح للتحضير للتقاعد. لكن جيل الألفية يكسر هذه الصورة النمطية.

تقول أستاذة علم النفس جين توينغ أن هناك قدرًا من الصحة في القول بأن الأربعين هو الثلاثين الجديد.

الحقائق تغير القواعد: متوسط عمر الزواج الأول للنساء في أمريكا كان 20 عامًا في الستينيات، واليوم أصبح 28 عامًا. في عام 2023، ربع البالغين في الأربعينيات لم يسبق لهم الزواج. ووصل عدد النساء في عمر 30-44 اللواتي لم ينجبن إلى مستوى قياسي. بمعنى آخر، يؤخر جيل الألفية الاستقرار التقليدي، مما يمنحهم شعورًا أطول بالشباب وعدم التقييد.

جيل الألفية، أو "جيل كارداشيان" كما يصفه البعض، لا يسعى فقط إلى فهم ذاته، بل يحرص أيضًا على الحفاظ على مظهره الشبابي، مدفوعًا بانفتاح أكبر تجاه التدخلات التجميلية. يصف الدكتور ديفيد كيم، طبيب الأمراض الجلدية في نيويورك وأحد أبناء هذا الجيل، جيله بأنه "جيل كارداشيان"، كونه أول جيل يشهد تأثير العلاجات التجميلية التي تُجرى في العيادات، عبر مؤثرين مثل كيم وكلوي كارداشيان، اللتين اعترفتا علنًا بخضوعهما لمثل هذه الإجراءات.

يشير كيم إلى أنه مع وصول جيل الألفية إلى سن الرشد، شهدت العلاجات التجميلية ارتفاعًا ملحوظًا في الاهتمام، حيث أصبح الناس أكثر فضولًا بشأن تقنيات الليزر والبوتوكس والحشوات. ويرى أن هذا الانفتاح ساعد أبناء جيله على الاحتفاظ بمظهر شاب حتى بلوغ الأربعين.

يؤكد كيم أن جيله يبرهن على إمكانية الاهتمام بالجمال مع الحفاظ على الجدية، وأن الجمال يمكن أن يكون شكلاً من أشكال التعبير عن الذات. ويضيف: "نشأنا في عصر شجعت فيه العلامات التجارية على التميز والتحلي بالأصالة واكتشاف الذات".

إلى جانب اهتمامهم بالعناية بالبشرة، قد يعود شباب مظهر جيل الألفية إلى عوامل نفسية. تطرح مصممة الأزياء الشخصية سامانثا دون منظورًا لافتًا، قائلة: "جيل الألفية يعيش مرحلة من التأمل الذاتي والشفاء، وهذه الرحلة أتاحت لهم القيام بأشياء ربما لم يستطيعوا فعلها في طفولتهم، مثل وضع المكياج وتزيين الشعر واللعب بألعاب مسلية كان آباؤهم سيرفضونها وارتداء ملابس تعكس شعورهم الحقيقي".

توضح دون: "بصفتي مصممة أزياء شخصية أدمج علم النفس في عملي لمساعدة النساء على اكتشاف أسلوبهن، فإن الكثير من عميلاتي من جيل الألفية. وغالبًا ما يكون ما ينقصهن في مظهرهن هو البعد الشخصي. فالكثير مما يسعين لإضافته إلى أسلوبهن اليوم هو ما لم يتمكنّ من امتلاكه في سن أصغر. على سبيل المثال، كثيرات منهن يتطلعن إلى إبراز جانب أكبر من الأنوثة في ملابسهن، وهذا منطقي لأنهن تعلمن في طفولتهن أن الأنوثة تعني الضعف أو تجذب انتباهاً غير مرغوب فيه. أما الآن، فقد أدرك جيل الألفية قوته، وأصبحن جميعهن أكثر ثقة بأنفسهن".

تقول توينغ: "كشباب ومراهقين، كان جيل الألفية أكثر تفاؤلًا وتوقعاته أعلى مقارنة بالأجيال السابقة بنفس المرحلة العمرية". وربما يكون الأمل هو المكون السري الذي لن تجده أبدًا في قائمة مكونات منتجات العناية بالبشرة. على الرغم من أن مؤشرات النجاح التقليدية، مثل امتلاك منزل، لا تزال بعيدة المنال بالنسبة لهم، تظهر الأبحاث أن كثيرًا من جيل الألفية ما زالوا يملكون تفاؤلاً قويًا تجاه المستقبل.

في استطلاع لشركة "ديلويت"، أعرب أكثر من نصف المشاركين من هذا الجيل عن إيمانهم بقدرتهم على إحداث تغييرات إيجابية بالمجتمع، مثل رفع الوعي بالصحة العقلية وتحسين فرص التعليم.

جيل الألفية يدخل الأربعين بلا أزمة منتصف العمر، بل بطاقة إعادة اكتشاف. كثيرون يخططون لتغيير مساراتهم المهنية أو تجربة مغامرات جديدة.

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-النهار

مشاركة المقال: